حذر الرئيس السوري حافظ الأسد، أول أمس، من حدوث زلزال يحرق المنطقة بكاملها في حال تدخل الغرب عسكريا لوقف مجازر القتل التي تشهدها البلاد منذ عدة أشهر. قال بشار أيضا إن أي تدخل من قبل الغرب سيحول سورية إلى أفغانستان أخرى، وإن سورية هي محور في المنطقة. تصريحات الرئيس السوري جاءت مفاجئة في الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر منه إظهار مواقف أكثر تفهما لما يحصل في البلاد وإعلان انسحابه من السلطة حقنا لدماء السوريين، لكنه بدل ذلك لجأ إلى العنترية ولغة التهديد بإحراق المنطقة، وهي نفس اللغة التي استعملها من قبله حكام آخرون سقطوا في النهاية تحت قهر إرادة الشعوب، آخرهم معمر القذافي الذي هدد الليبيين بملاحقتهم «زنقة زنقة» وإحراق ليبيا كلها.. هذه اللغة باتت اليوم من الماضي، أما القول بأن سوريا هي محور المنطقة، فإنه ينطبق -إذا كان صحيحا- على البلد وليس على الأسرة الحاكمة.. سوريا بلد محوري في المنطقة، نعم، لكن الأسد ليس هو الرجل المحوري في البلاد، وهذا هو منطق الديكتاتورية في العالم العربي التي تحاول أن تربط دائما بين شخص الحاكم ومستقبل البلد، كأنه من الضروري أن يبقى الأسد في السلطة لتبقى سوريا. الرئيس السوري يوجد اليوم أمام اختبار حاسم، إما أن يغادر كرسي الحكم وإما أن يعلن ثورة من داخل النظام بتوافق مع الشعب السوري لا مع أقطاب نظامه، وعليه بالتالي أن يستفيد من دروس الأحداث التي حصلت في تونس ومصر وليبيا واليمن، وأن يسارع إلى اتخاذ الموقف المناسب قبل فوات الأوان. نقول ذلك من أجل حقن دماء السوريين ووقف آلة السلاح التي تقتل كل يوم عشرات الشهداء والأبرياء، فقط لأنهم يريدون التغيير ولا يريدون أن يكونوا استثناء في المنطقة العربية.