وصف عبد الله أوناصر إطلاق سراح المتهم الرئيس في قضية احتجازه بأنه إجراء قضائي محض يجب احترامه، واستنكر في بيان أصدره بالمناسبة، أن يتم اتهامه بفبركة عملية الاحتجاز، مؤكدا أن القول بوجود «رواية مفبركة أمر لا أساس له قانونا ولا منطقا ولا يمكن لأي إنسان أن يأخذ به ولو كان نزيل مستشفى الأمراض العقلية». وأضاف أوناصر أن ما وصفه ب»الهجمة الشرسة»، التي تخاض ضده، لا تستند إلى أي معطى سليم، بل إلى مغالطات خطيرة للرأي العام، واصفا المتهم الرئيسي في هذه الواقعة بأنه الجزء الذي يظهر من جبل الجليد العائم. من جهة أخرى، شهدت جماعة «تنزرت»، التي يرأسها الحسين بوالرحيم، المتهم الرئيسي في هذه القضية، استقبالا حاشدا فاجأ العديد من المتتبعين، حيث جندت أعدادا هائلة من السيارات والشاحنات تجاوزت خمسين سيارة، من أجل نقل أعداد كبيرة من سكان الجماعة والفاعلين الجمعويين، الذين حجوا لتقديم التهاني للرئيس المفرج عنه. وقد تجمع، منذ ساعات مبكرة من يوم السبت الماضي، عشرات الرجال والنساء والأطفال، من أجل انتظار موكب رئيس الجماعة القادم من مدينة أكادير نحو جماعة تنزرت بدائرة أولاد برحيل شرق مدينة تارودانت، حيث ظل الجميع ينتظر قدوم الرئيس، الذي استقبل استقبال الأبطال بالزغاريد والأعلام الوطنية من طرف السكان ومجموعة من أعضاء الجماعات القروية المجاورة، كما ردد الحاضرون شعارات تضامنية مع بوالرحيم وأخرى تنديدية بالتهم المنسوبة إليه، وبالذين تسببوا في ما حصل. احتفال أثار، أيضا، استغراب الجميع وجعلهم يحجون لتتبع تفاصيل هذا الحفل، الذي فاجأت تفاصيله العديد من المتتبعين، وجعلت العديد من الأسئلة تقفز، من جديد، إلى سطح هذا الملف الشائك، والذي تجري مراحل التحقيق من أجل كشف غموضه، الذي يزداد مع مرور الأيام، خاصة بعد أن تم تجميع مجموعة من الأدلة المادية من أجل التدقيق فيها وتحديد المسؤوليات، بعد أن انتهت مرحلة الاستماع إلى كل الأشخاص، الذين قد تكون لهم صلة بالموضوع، سواء من عائلة الأستاذ أو من المتهمين في هذه القضية. من جهته، شدد الحسين بوالرحيم على براءته من هذا الملف، الذي لم يكن يتوقع يوما ما أن يكون تحت طائلته، مؤكدا أنه لا يعقل أن يغامر شخص، في مثل موقعه، بأن يقوم باحتجاز شخص لهذه المدة وأن يبقيه دون أن يتوقع بأن هذا الأمر سينكشف يوما ما. ويأتي هذا في الوقت الذي يستعد «أستاذ تارودانت» لتنظيم ندوة صحفية من أجل الكشف عن مجموعة من الحقائق، التي ستكون، حسب تعبيره، صادمة للرأي العام المتتبع لهذه القضية.