لقي ناشط من حركة 20 فبراير مصرعه بالحسيمة علي يد شخص مجهول هاجم أعضاء هذه الحركة عندما كانوا يعقدون اجتماعا داخل مقهى. وكان المهاجم، الذي تردد في الكواليس أنه «بلطجي»، يحمل سكينا كبيرا، قبل أن يتجه إلى الضحية ويوجه إليه طعنات قاتلة على مستوى الرقبة والبطن سببت له نزيفا حادا. وقد تم نقل الضحية، الذي يدعى كمال الحساني (27 سنة) على متن سيارة إسعاف قدمت من مدينة إمزورن بعد 15 دقيقة على وقوع الجريمة، إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بالمدينة، لإنقاذ حياته غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في منتصف الطريق. ويعد القتيل، أحد أبرز نشطاء الحركة بالمدينة، وعضو الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب. واستنادا إلى شهود عيان، فقد حاول المهاجم في البداية أن يعتدي على رئيس فرع جمعية المعطلين دون أن يتمكن من إصابته، قبل أن يقدم على توجيه طعنات قاتلة للضحية. وحاول بعد ذلك القاتل الفرار دون أن يفلح في ذلك بسبب مطاردة المواطنين، الذين كانوا بعين المكان، ومحاصرتهم له أمام مقر الباشوية، قبل أن يتمكن رجال الدرك الملكي، الذين حضروا إلى عين المكان بعد تلقيهم اتصالات هاتفية، من إلقاء القبض عليه. وفي تعليقه على الحادث، اعتبر محمد الحجيوي، عضو مكتب الفرع المحلي ببني بوعياش والسكرتارية الإقليمية بالحسيمة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، في تصريح ل«المساء»، أن «كمال الحساني شهيد الجمعية الوطنية»، معتبرا أن «الاستهداف لم يكن لشخص كمال الحساني، وإنما هو استهداف لمناضلي الفرع المحلي»، مضيفا أن «القاتل وبعد محاصرته من طرف المواطنين أمام مقر باشوية الحسيمة، بدأ يصرخ ويقول «المعطلين هما لي خرجوا عليا» وهو ما يجعلنا, في مقاربتنا لما وقع, نتساءل عن الجهات التي تزرع مثل هذه الأفكار و«السموم» في عقول الناس» مطالبا بمعاقبة «الجاني ومن وراءه». ومن جانبه، اعتبر مصدر أمني أن تحقيقا قضائيا فتح تحت إشراف النيابة العامة من أجل معرفة أسباب ارتكاب جريمة القتل التي راج ضحيتها الحسيني، وأكد المصدر ذاته أن المتهم يوجد رهن الحراسة النظرية وسيتم تقديمه إلى النيابة العامة فور انتهاء التحقيق معه. وفي خطوة احتجاجية على جريمة القتل قدم مصطفى المانوزي، رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف استقالته من رئاسة المنتدى، واحتج المانوزي على التراجعات الحقوقية الخطيرة التي تعرفها البلاد، والتي كان آخرها مقتل شاب من حركة 20 فبراير ببني بوعياش. وفي بيان له، تشبث فرع جمعية المعطلين ببني بوعياش بكشف الحقيقة عن «ملابسات اغتيال من أسماه شهيد الجمعية، ومعاقبة من كان وراءه»، فيما قال مصدر آخر إن المعطلين تعرضوا في وقت سابق إلى تهديدات كان مصدرها المتهم المذكور، الذي يشتغل مياوما في قطاع البناء، دون أن يأخذوها على محمل الجد بعد أن قيل له إن المعطلين سينشرون صورا له على الأنترنيت. وقد عرفت بني بوعياش، مباشرة بعد انتشار خبر «الجريمة البشعة»، مسيرة صامتة لمختلف الفئات الشعبية، وانتشرت حالة عامة من الحزن, بعدما تلقى الجميع النبأ الذي نزل عليهم كالصاعقة بتذمر واستنكار شديدين، فيما ينتظر أن يوارى جثمان الضحية الثرى مساء أمس بحضور نشطاء من عدة مدن مغربية.