علمت «المساء» من مصادر عليمة أن مديرية مراقبة التراب الوطني ال»ديستي» بمدينة المحمدية أعدت تقريرا سريا بشأن عمليات نصب واحتيال تجري بالمدينة، ويقودها أشخاص يقولون إنهم «شرفاء». وحسب المصادر ذاتها، فإن التقرير أورد أن عددا من هؤلاء «الشرفاء» يعمدون إلى بيع بطاقات نحاسية «ماكارو»، توضع بالزجاج الأمامي للسيارات، مقابل 600 درهم، بينما تباع بطاقات بلاستيكية تلصق بالواجهات الأمامية للسيارات مقابل 100 درهم. وأكدت المصادر نفسها أن التقرير انطلق من ملاحظة كثرة هذه البطاقات على واجهات عشرات السيارات بمدينة المحمدية، في الآونة الأخيرة، من أجل تجاوز الحواجز الأمنية وعدم تدخل شرطة المرور وتوقيفها لهذه السيارات، وهذه الملاحظة هي التي قادت عناصر ال»ديستي» إلى إعداد هذا التقرير. وذكرت المصادر ذاتها أن التقرير نفسه رصد أشخاصا يدعون أنهم «شرفاء» يبيعون بطاقات انخراط في رابطات خاصة بالشرفاء مقابل 100 درهم للبطاقة، علما أن إنجاز هذه البطاقات لا يكلف سوى 30 درهما. وأفادت المصادر أن هذا التقرير «الدقيق»، الذي أنجز من قبل ال»ديستي»، قبل أيام، «أُقبر»، إذ لم تتحرك مصالح الشرطة القضائية من أجل التحقيق في الموضوع، وإلقاء القبض على الأشخاص الذين وردت أسماؤهم فيه. وكان نقباء عدة رابطات الشرفاء، بينهم رابطة الشرفاء الأدارسة، قد طالبوا بفتح تحقيق في تنامي عمليات النصب والاحتيال، التي تتخذ غطاء الانتماء إلى النسب الشريف، كما تمت مراسلة الديوان الملكي بهذا الشأن، خصوصا بعد أن وصل الأمر، حسب رسالة لأحد نقباء الشرفاء الأدارسة، حصلت «المساء» على نسخة منها، إلى بيع تزكيات لتأسيس فروع لرابطة الشرفاء الأدارسة في عدة مدن، مقابل 6 آلاف درهم، كما وصل ثمن بطاقات الانخراط الممنوحة لمن يطلبها إلى 5 آلاف درهم. في المقابل، حصلت «المساء» على وثيقة عبارة عن مراسلة من «رئيس الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم بالمغرب»، تعترض فيها على منح تزكية لأحد الأشخاص من أجل تمثيل الشرفاء الأدارسة في الأردن والسعودية، مشيرا إلى أن هذه التزكية غير قانونية وتعرض صاحبها لإجراء قانوني.