أبرزت نتائج دراسة استقصائية أجريت سنة 2010 من قبل مكتب «LMS- CSA» على عينة تمثيلية من مئات المغاربة، أن 91 في المائة من المستجوَبين يعتبرون الفرس عنصرا رئيسيا داخل الثقافة والهوية المغربيتين و68 في المائة من المغاربة يعتقدون أن الحصان يظل عنصرا هاما في وسط قروي مغربي بدأ يتّجه، شيئا فشيئا، نحو المكننة. وخلصت نفس الدراسة إلى أن 94 في المائة من المستجوَبين أعربوا عن دعمهم تدخُّلَ الدولة من أجل دعم قطاع الخيول، كما عبّر 88 في المائة منهم عن رغبتهم في تملك حصان في يوم من الأيام. وتُظهر هذه النتائج، بالملموس، مدى تعلق المغاربة بالخيول في معيشهم اليومي. وكشفت الدراسة ذاتها أن الحصان ليس مجرد وسيلة للتنقل والاحتفالية لدى المغاربة بل ما يزال يُعتبَر فاعلا رئيسيا في الاحتفالات الشعبية والمناسبات الدينية والسياسية، وفي البيعة أثناء إقامة حفل الولاء، كما يحضر الحصان في كل مناحي حياة المغاربة. وخلصت الدراسة إلى أن قطيع الخيول في المغرب، الذي يبلغ حاليا 160 ألف حصان، سيتراجع بحوالي 15 ألف رأس بحلول سنة 2020. وحذّرت الدراسة التي قدّمها وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، بحضور أكاديميين وفاعلين في القطاع خلال عرض الإستراتيجية الوطنية لقطاع الخيول، والتي قُدِّمت على هامش الدورة الرابعة للمعرض الدولي للفرس، المقام بمدينة الجديدة (حذّرت) من استمرار منحى تراجع أعداد الخيول في المغرب على المديَيْن القصير والمتوسط. كما تطمح الإستراتيجية الوطنية لقطاع الخيول أو ما سمي «المخطط العشري» إلى الرفع من مساهمة هذا القطاع في الناتج الداخلي الخام من 4.7 ملايير درهم سنة 2009 إلى 7 ملايير درهم سنة 2020. كما تهدف إلى رفع فرص الشغل المباشر التي يوفرها القطاع من 6500 منصب حاليا إلى 9000 منصب سنة 2020. كما يُرتقَب أن تنتقل مساهمة القطاع في مداخيل الدولة من الضريبة على القيمة المضافة من 700 مليون درهم سنة 2009 إلى حوالي 1.1 مليار درهم في أفق 2020. وتهدف الإستراتيجية، حسب وزارة الفلاحة، إلى إطلاق مخطط شمولي يهدف إلى تثمين دور الفرس في بلادنا. وستتكفل «الشركة الملكية لتشجيع الفرس» بتنفيذ مخطط هذه الإستراتيجية، التي أطلق عليها اسم «الإستراتيجية الوطنية لقطاع الخيول»، من أجل مساهمة قطاع الفرس في الناتج الوطني الخام في أفق سنة 2020، عبْر بمجموعة من الإجراءات والتدابير المرقمة والهادفة. وتتوقع الوزارة الوصيّة أن تكون لهذه التدابير آثارا اجتماعية واقتصادية مباشرة وملموسة ستُقوّي دور الحصان في المغرب . وتهتم الشركة الملكية لتشجيع الفرس، كذلك، بدعم برامج تربية الخيول عبر شراكاتها مع جمعيات مربي الخيول في المغرب، إضافة إلى مساهمتها في تحسين البنى التحتية للسباقات الوطنية للخيل.