افتتح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، النصب التذكاري الذي خُصص لزعيم حركة الحقوق المدنية في أمريكا مارتن لوثر كينغ والذي يلقبه الأمريكان بالدكتور كينغ. وجاء الافتتاح الرئاسي بعد أسابيع من التأجيل بسبب الأعاصير التي ضربت منطقة واشنطن، مؤخرا، والزلزال الذي هز العاصمة قبل ثلاثة أسابيع. وشارك الآلاف من الأمريكيين السود في حفل التدشين على رأسهم زعماء الأقلية السوداء مثل جيسي جاكسون وآل شاربتون وشقيقة الدكتور كينغ التي ألقت كلمة مؤثرة شددت فيها على أن مارتن لوثر كينغ كان يحلم بأمريكا تحترم مواطنيها بغض النظر عن لون بشرتهم. أما الرئيس الأمريكي فقد ذكّر الحاضرين بأن نضال مارتن لوثر كينغ ساهم في انتخابه كأول رئيس أسود للولايات المتحدة، ودعا الأمريكيين للاحتفاء برسالة كينغ ومواصلة الدفاع عن حقوق الأقليات. ونقلت شبكات التلفزيون صور سيدات أمريكيات من أصول إفريقية وهن يذرفن الدمع بهذه المناسبة التي قالت بعضهن إنها تعني الكثير. لكن المشاعر الجياشة التي طبعت هذه المناسبة لم تغط على الجدل المحتدم الذي رافقها، بسبب الكلفة الباهظة للنصب التذكاري والتي بلغت 100 مليون دولار لا يُعرف أوجه صرفها حتى الآن، لأن الأرض التي شيد عليها النصب التذكاري أرض حكومية تم منحها مجانا لعائلة مارتن لوثر كينغ. كما أن استيراد قطعة الرخام التي تم نحت وجه مارتن لوثر كينغ عليها من الصين والاستعانة بنحات صيني في هذا المجال أثار غضب مثقفين سود من أمثال الشاعرة المرموقة مايا أنجلو التي عبرت عن خيبة أملها من هذا الأمر، خصوصا وأن مقولة للدكتور كينغ منحوتة على تمثاله كانت مليئة بالأخطاء اللغوية!