عبّر عدد من سكان جماعة تليت القروية، الواقعة أقصى الشمال الشرقي لإقليم طاطا، عن استيائهم من الآثار السلبية التي خلّفتها مئات الشاحنات والسيارات والدراجات النارية المشاركة في لحاق المغرب، الذي انطلق في مرحلته الأولى من ورزازات بداية هذا الأسبوع. وقال بعض المتضرّرين، في اتصالهم ب«المساء»، إن هذه المنطقة النائية، التي ظلّت ساكنتها تنتظر على مدى أزيد من 12 سنة بناء الطرق والمسالك التي من شأنها فك العزلة عنها، تفاجأ في كلّ مرّة بتنظيم سباقات دولية تُلحق الضرر البالغ بالطرق، بل إنها تُتلف أجزاء مهمة منها، وتكلف الساكنة جهودا مضاعفة لإصلاحها، وتأمين المسلك الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي. وأفادت مصادر «المساء» بعمالة طاطا بأن هذه الأخيرة توصلت بمراسلة من ممثلي الساكنة تنقُل إلى عامل الإقليم احتجاج المواطنين وغضبهم من المخلّفات السلبية لهذا السباق على البيئة وعلى الطريق الرابط بين جماعة «ألوكوم» و«أقا يغان»، والذي يعتبر المتنفّس الوحيد لجماعة «تليت». وحمّلت الرسالة المذكورة المسؤولية للسلطات المحلية التي لم تكلّف نفسها عناء إخبار الساكنة من أجل حماية الأطفال من المخاطر المحتملة من مستعملي الطريق أثناء أطوار هذا اللحاق، خاصة أن بعض المتسابقين صرّحوا للصحافة بأنهم لاحظوا سيارات تائهة على امتداد الرحلة، مما يشكّل تهديدا محتملا للساكنة. ومما يؤكد إمكانية إلحاق الضرر بالطرق والمسالك هو قطع الفائز الأول في المرحلة الأولى، مثلا، مسافة 350 كلم تقريبا بين ورزازات وزاكورة مرورا بفم زكيد في ثلاث ساعات و45 دقيقة عبر السيارة، بينما قطع متسابق آخر المسافة نفسها باستعمال الدراجة النارية في 3 ساعات و35 دقيقة. يُشار إلى أن لحاق المغرب هذه السنة انطلق يوم الاثنين المنصرم بمشاركة 180 متسابقا، من بينهم 112 على متن سياراتهم، ويعتبر هذا اللحاق آخر محطة إعدادية تسبق لحاق داكار 2012، وتقدّر المسافة الإجمالية التي من المفترض أن يقطعها المتسابقون خلال هذه الدورة ب 2120 كلم عبر ستّ مراحل.