استمع قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تارودانت، يوم الخميس المنصرم، إلى زوجين يتحدران من دوار امكرنيس بجماعة تيكوكا ضواحي تارودانت، متهمين في قضية مقتل ابنتهما البالغة من العمر سنة وشهرا. وتعود أطوار هاته القضية إلى نحو أزيد من أسبوع، حين دخل الزوج (36 سنة), كعادته, في شجار مع زوجته (24سنة) التي كانت تمسك لحظتها بابنتها بين ذراعيها، قبل أن تدخل شقيقة الزوج إلى غرفة الزوجين لتهدئة الأوضاع وفض النزاع بينهما دون جدوى، لتقرر إمساك الطفلة من يدي أمها وسحبها إلى خارج المنزل, في محاولة منها لحمايتها من أي أذى قد يلحقها، غير أن الزوج، وحسب أقوال زوجته المدونة في محاضر الدرك وإفادات الشهود، فقدَ أعصابه وعمد إلى اللحاق بشقيقته إلى خارج المنزل حيث تمكن من الإمساك بها، وأخذ الطفلة من حضنها بالقوة ورماها مباشرة على الأرض، حيث أصيبت بجرح غائر في رأسها مما تسبب في وفاتها. وتضيف المصادر ذاتها، أنه وبعد رمي الطفلة، غادر الزوج المنزل في اتجاه دوار مجاور دون أن يدري أن ابنته توفيت بعد ساعات قليلة على إصابتها، فيما قامت الزوجة بدورها بمغادرة بيت الزوجية ولجأت إلى أسرتها. وبعد إشعار قائد المنطقة، قام الأخير بدوره بإشعار عناصر الدرك الترابي بأولاد برحيل، الذين حلوا بعين المكان حوالي التاسعة ليلا، حيث تم اعتقال الزوجين معا واقتيادهما إلى مركز الدرك، فيما تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى المختار السوسي لمعرفة أسباب الوفاة، كما تم أيضا الاستماع إلى شقيقة الزوج وسيدة أخرى تقطن بجوار منزل المتهمين, اعتبرت شاهدة في القضية، بعد أن عاينت الزوج يسحب الطفلة الضحية من يدي شقيقته ويهوي بها على الأرض. فيما تشبث الزوج بأقواله بكون الضحية توفيت جراء سقوط مفاجئ على إثر الشجار الذي جمعه بزوجته. هذا, وبعد الانتهاء من فترة الحراسة النظرية وإنجاز المحاضر القانونية، أحيل المتهمان على أنظار الوكيل العام باستئنافية أكادير، قبل أن تتم إعادة الملف مجددا على أنظار وكيل ابتدائية تارودانت، الذي أحال ملف القضية على قاضي التحقيق بنفس المحكمة. ولم تخف مصادر «المساء» استياءها من إحالة الملف على ابتدائية تارودانت، رغم أن التهم المتضمنة بالملف من اختصاص محكمة الاستئناف. يشار إلى أن الزوجين تم إيداعهما رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن الفلاحي بتارودانت، كما حددت جلسة الاستماع الثانية بتاريخ ال20 من الشهر الجاري.