أجّلت محكمة الاستئناف في تطوان، يوم أمس، جلسة محاكمة ما بات يعرف بملف «اغتصاب تلميذات قاصرات وتصوير العملية على أشرطة فيديو» إلى فاتح نوبنر المقبل، بناء على طلب دفاع أحد المحامين. وقد عرفت وقائع الجلسة حضور أطراف مدنيّة تؤازر الضحايا، من بينهم شبكة العمل المدني وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان. كما شهدت حضور بعض ممثلي وسائل الإعلام. وتعود وقائع الملف إلى يوم 17 مارس الماضي، حينما أصدرت النيابة العامة تعليماتها بفتح تحقيق مع المتهمين الثلاثة باغتصاب بعض تلميذات يدرسن في ثانوية في تطوان، بناء على تصريحات والد إحدى الضحايا القاصرات، تفيد تعرضها لهتك العرض بالعنف ولمحاولة الاغتصاب من قِبَل شخص في منزل في جماعة «بنقريش»، خارج مدينة تطوان. ووفق نفس تصريحات الأب، فإن ابنته، التي تدرس في المستوى الثامن إعدادي، لم تعد إلى المنزل يوم 8 مارس الماضي، حيث أكدت له، في ما بعدُ، أنها امتطت سيارة رفقة صديقة لها، حيث انطلقت بهم إلى أحد المنازل في طريق بنقريش. وبعد تحريات المصالح الأمنية، تبيَّن لها أن الأمر يتعلق بثلاثة شبان «م. د.» و«س. ي.» و«م. م.»، وتبيَّن للأمن بعد تنقيط هذا الأخير، أنه سبق أن تم تقديمه إلى العدالة في ملف يتعلق بالتحريض وبمحاولة الاغتصاب تحت طائلة التهديد بواسطة السلاح الأبيض وإهانة الضابطة القضائية عبر الإدلاء ببيانات كاذبة. وأورد أب الضحية، في تصريحاته، أنه لاحظ تدهورا على الحالة النفسية لابنته، التي أخبرتْه أنها ستبيت مع صديقتها، مما دفعه إلى التأكد من مكان مبيتها، ليتبيَّن له أنها تعرضت لاعتداء رفقة صديقتها وأنهما أُرغمتا على ركوب سيارة اتجهت بهما إلى أحد المنازل في طريق «بنقريش» في تطوان، حيث حاول «م. م.» هتك عرضها، فاشتبكت معه بالأيدي وتدخلت مرافقتها ووجهت له ضربة بواسطة حجرة وتمكنت الفتاتان من مغادرة المنزل. ووفق نفس التصريحات، فإن التلميذة المذكورة، رفقة صديقتيها، كانتا تتجولان وأنهما أُرغمتا على امتطاء سيارة كان على متنها شخصان، أحدهما على سابق معرفة بصديقتها، فيما أخلي سبيل صديقتهما الثالثة. وفي أحد المنازل، وجدوا شخصا آخر كان رفقة صديقة له، وعند ولوجها الحمام لقضاء حاجتها، وجدت المدعو «الفقيه»، مرافق صاحب السيارة، فتحرّش بها وحاول اغتصابها، وقبل الانتهاء من مبتغاه، التحقت بهما زميلتها ومُرافقها وتعرضا للتهديد بواسطة سلاح ناري في حال أفشيا الأمر.. وأثناء مغادرتها الغرفة، شاهدت صديقتها عارية تمارس الجنس مع السائق. وبعد مغادرة البيت، أفشت الواقعة لوالدها... وبعد توصل الشرطة بالشكاية، تم الانتقال إلى البيت المذكور، إذ التعرف على صاحب البيت، ليتم ربط الاتصال به، واتضح أنه صاحب سوابق وأنه ترك نسخا من مفتاح البيت لأحد أبنائه، والذي سلم نسخة منها لأحد أصدقائه من حي «طابولة» يمتهن النجارة. كما تَمكَّن الأمن من إيقاف الأخير داخل سيارته وحجز فيها هواتف محمولة وحاسوبا محمولا وعازلا طبيا. وجرى، حينها، البحث في أحد محلاته التجارية، إذ تمت مواجهة الجميع رفقة أولياء الفتاتين، فتبيّن أن عمليات ممارسة الجنس كانت تُصوَّر في أشرطة فيديو بين طرفين من المجموعة، إضافة إلى تصوير مشاهد جنسية بين الشخص الذي كان موجودا في البيت رفقة صديقته. وقد تمكّنت الشركة القضائية من العثور على مجموعة من التسجيلات الجنسية لتلميذات قاصرات، إضافة إلى تسجيل يظهر فيه شخصان يمارسان الجنس في وقت واحد على نفس الفتاة.