أكد المشاركون في الأيام المهنية الأولى للسياحة بمراكش، أن سياحة المؤتمرات والمعارض بالمغرب تعتبر في بداياتها، إذ من بين 1500 مؤتمر ينظم في مختلف أرجاء العالم سنويا، لا يستقبل المغرب سوى 4 أو 5 مؤتمرات في السنة. وقال عبد الحميد عدو، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، خلال ندوة صحفية أقيمت على هامش الأيام المهنية، يوم السبت المنصرم، إن البنية التحتية التي تصلح لتنظيم المؤتمرات والمعارض المتواجدة حاليا بالمغرب لا تحفز الشركات، سواء الأجنبية أو الوطنية، على إقامة فعالياتها واجتماعاتها في المغرب، وأعطى مثالا بدولة كتركيا التي تملك 150 ألف مقعد خاص بالمؤتمرات بينما المغرب لا يحتوي إلا على 4000 مقعد من خلال 3 بنايات لقصر المؤتمرات. وأوضح عدو أن السياحة بصفة عامة وسياحة المؤتمرات بصفة خاصة تأثرت سلبا بتداعيات الربيع العربي وكذا حادث مقهى أركانة خلال شهر أبريل المنصرم، حيث أوصت عدة شركات للتأمين التي تربطها عقود مع الشركات والمؤسسات، بألا تنظم هذه الأخيرة مؤتمراتها ولقاءاتها خلال هذه الفترة، لكنه أكد أن شهر شتنبر الفارط شهد عودة تدريجية لهذا النوع من الأنشطة . وقال إن المكتب الوطني المغربي للسياحة بتعاون مع الفيدرالية الوطنية للسياحة، سيضع ابتداء من السنة المقبلة استراتيجية خاصة بهذا النوع من السياحة التي اعتبرها جد هامة ومحفزة لتنشيط القطاع السياحي خصوصا السياحة الداخلية، حيث من المتوقع استقطاب عدة شركات ومؤسسات مغربية، من أجل تنظيم لقاءات ومؤتمرات بمختلف الفنادق التي تتواجد بالمملكة. مضيفا أن هناك نقصا كبيرا في المنشآت المخصصة للمعارض والتي تعتبر مكملة لتنظيم المؤتمرات، حيث يفاجأ المنظمون بأن القاعة التي يمكن لها استيعاب مؤتمرين تفتقد إلى فضاء للعرض، وأكد عدو أن الوقت قد حان لتحفيز المجالس الجهوية للسياحة من أجل إيلاء أهمية خاصة للبنية التحتية الموجهة لسياحة المؤتمرات ورجال الأعمال، بالإضافة إلى إشهار هذا النوع من السياحة أمام رؤساء الشركات ومدراء الموارد البشرية لمختلف المؤسسات والمقاولات من أجل تنشيط لقاءاتهم خارج فضاء شركاتهم والتوجه إلى الفنادق. من جهته أشار حميد بنطاهر، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، إلى أن المدينة الحمراء تعتبر الوجهة الأولى في المغرب لسياحة المؤتمرات لما تمتلكه من مقومات، كما أنها قطعت شوطا كبيرا في قطاع سياحة رجال الأعمال، واستحوذت على أهم المؤتمرات والاجتماعات العالمية والوطنية، مما ساعد على استقطاب آلاف الزائرين لتعزيز قطاع الأعمال، وأضاف أن مراكش تمتلك بنية تحتية متطورة، إضافة إلى تعاون ومشاركة القطاعات السياحية لديها، مثل المنشآت الفندقية والشركات السياحية والمرافق الترفيهية، وهو ما حفز الشركات على إقامة أهم فعالياتها واجتماعاتها في المدينة الحمراء، فحوالي 20 في المائة من المنتوج السياحي بمراكش موجه لهذا النوع من السياحة، ويطمح المهنيون إلى الرفع من هذه النسبة إلى 40 في المائة مستقبلا.