توفيت سيدة أثناء المخاض، الجمعة الماضي، مباشرة بعد دخولها مستشفى محمد الخامس بآسفي حيث كانت بصدد وضع مولودها الخامس، بعد أن قضت عدة ساعات متنقلة ما بين مستوصف باليوسفية، ومستشفى للاحسناء بالمدينة نفسها قبل أن تسوء حالتها الصحية بسبب ما سماه زوجها ب«الإهمال»، حيث تمت مطالبة الزوج بنقلها إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي الذي لفظت أنفاسها الأخيرة به بعد حوالي خمس دقائق من دخولها قسم الولادة. وطالب الزوج، العربي اشريحة، بفتح تحقيق في وفاة زوجته الشابة (من مواليد 1980)، مؤكدا ل«المساء» أن الهالكة ذهبت ضحية «الإهمال». وصرح بأنه توجه بزوجته التي باغتها المخاض إلى أحد المستوصفات باليوسفية حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا، غير أن إحدى المولدات رفضت استقبالها وطلبت منهما المغادرة، لأنها بصدد مغادرة المستوصف في اتجاه إحدى المدن المجاورة، وبعد التوسلات التي استمرت إلى غاية التاسعة قرر الزوج التوجه بزوجته إلى المستشفى الإقليمي للاحسناء باليوسفية، والذي فور علم بعض المسؤولين به بما أقدمت عليه المولدة طلب من الزوج إعادة الزوجة إلى المستوصف المعني اعتبارا لأنها لا تملك الصلاحية في رفض استقبال الضحية، حيث عاد الزوج والزوجة أدراجهما إلى المستوصف غير أن المولدة ظلت متشبثة برفضها وهو ما حذا بالزوج إلى إرجاع زوجته من جديد إلى المستشفى الإقليمي، حيث ظن الزوج أن زوجته ستضع مولودها في ظروف جيدة غير أنه بعد انتظار استمر إلى الثانية بعد الظهر طلب منه نقل الضحية إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي حيث تم تخصيص سيارة إسعاف لهذا الغرض، إلا أنه سرعان ما تم التراجع عن هذا القرار لأن الهالكة (رشيدة جلولي) كانت على وشك الوضع، غير أنه بعد ساعتين من الزمن تم من جديد إخراجها من المستشفى حيث نقلت على متن سيارة إسعاف على نفقة الزوج في حدود الساعة الرابعة عصرا. ويقول الزوج ل«المساء» إن زوجته صرحت له أثناء الرحلة في اتجاه آسفي بأنها «أحست بشيء انفجر بداخلها بسبب عملية الضغط على بطنها بقوة». وأضاف أن الرحلة استمرت وقتا ليس بالقصير حيث ظلت وضعية الزوجة في تراجع، وعند وصول الضحية إلى المستشفى ودخولها إلى قسم الولادة ببضع دقائق (حوالي خمس دقائق) تم إبلاغ الزوج بالوفاة. وأكد رشيد الشريعي، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان بآسفي، أن المركز بصدد تحضير رسالة إلى كل من وزير العدل ووزيرة الصحة من أجل فتح تحقيق في وفاة الضحية، التي لم يسبق لها أن عانت من أي مضاعفات لأنها أم لأربعة أطفال أصبحوا اليوم أيتاما بسبب ما أسماه ب«الإهمال». وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة أنه تم، أول أمس الاثنين، إعفاء المندوب الجهوي للصحة باليوسفية، والذي يشغل في الوقت نفسه منصب مدير المستشفى الإقليمي للاحسناء من مهامه، غير أن مصادر مقربة أكدت أن مدير المستشفى كان قد تقدم بطلب إعفائه من مهامه بدعوى أن المستشفى يفتقر إلى الموارد البشرية وغيرها. وأكدت المصادر نفسها أن المستشفى يتوفر على طبيبة ولادة وحيدة تعمل أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء فقط، وفي الأيام الأخرى تعوضها «القابلات» فقط وهو ما قد يشكل خطرا على حياة العديد من الحوامل اللواتي يضعن عن طريق عملية جراحية. يذكر أن «المساء» حاولت عدة مرات الاتصال بالمندوب الجهوي غير أن الأمر تعذر عليها.