علمت «المساء» من مصادر مطلعة داخل مدينة الداخلة أن والي الجهة حميد شبار عقد، مساء أول أمس الأحد، بمقر إقامته اجتماعا مع عدد من المنتخبين ضم النواب البرلمانيين ورؤساء المجالس المنتخبة بحضور مسؤولين أمنيين وعسكريين من أجل إطلاعهم على تقدم التحقيقات في الأحداث الأليمة التي عرفتها المدينة يومي الأحد والاثنين الماضيين. وأوضحت المصادر ذاتها أن الوالي أكد لمجالسيه ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها، وأن التحقيقات جارية تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة, ممثلة في الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالعيون, من أجل تقديم المتورطين في جرائم القتل والتخريب والترهيب إلى العدالة، التي سيتم تطبيقها بتجرد على الجميع، ودعا شبار المنتخبين والمسؤولين الأمنيين والعسكريين إلى مساعدة السلطات على نزع فتيل التوتر والحقد وانعدام الثقة التي خلقتها الأحداث بين سكان المدينة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الدولة ستبدأ عملية إحصاء الضحايا والخسائر من أجل تعويض المتضررين، الذين فقدوا ممتلكاتهم أو أحد أقربائهم خلال الأحداث. واعتبرت المصادر ذاتها أن المنتخبين طالبوا والي الجهة بتوفير الأمن داخل المدينة بالدرجة الأولى، كما شددوا على ضرورة حماية المواطنين مما اعتبروه تجاوزات يمكن أن تقوم بها السلطات الأمنية خلال التحقيق. مضيفة أن المنتخبين تعهدوا من جانبهم بالمساعدة في عملية إعادة الثقة بين جميع الأطراف. وفي سياق متصل، ذكرت المصادر ذاتها أن حالة من الارتياح سادت، أمس الاثنين، سكان مدينة الداخلة بعد قرار إعفاء مدير الشرطة القضائية بالمدينة من مهمة التحقيق في القضايا الجنحية المتعلقة بأحداث الداخلة وتعويضه بأحد الضباط العاملين بالمنطقة الأمنية للداخلة، وأوضح مصدر مطلع أن البحث الجنائي في الأحداث التي عرفتها المدينة أوكل إلى فرقة أمنية من الشرطة القضائية تابعة لمدينة العيون بعد احتجاجات منتخبي وأعيان المدينة، خلال اجتماعهم الأخير مع وزير الداخلية على تدبير المنطقة الأمنية للملف الأمني بالمدينة. وأكدت المصادر ذاتها أن 6 أشخاص أحيلوا، أمس الاثنين، على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالداخلة على خلفية الأحداث التي عرفتها المدينة، مضيفة أنهم توبعوا بتهم تبادل الرشق بالحجارة وإهانة السلطة العمومية، في حين أحيل ثمانية متهمين آخرين على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالعيون في انتظار إحالتهم على قاضي التحقيق للتحقيق معهم حول التهم الجنائية التي يتابعون بها في إطار أحداث القتل والتخريب التي عرفتها المدينة. إلى ذلك، مازالت عائلات الضحايا، الذين قتلوا خلال الأحداث, تنتظر تسلم جثامين أبنائها من أجل دفنهم. وباستثناء عائلة الضحية ميشان محمد لمين لحبيب، التي تسلمت جثمان ابنها ودفنته يوم الجمعة الماضي بمقبرة التاورطة بعد صلاة الجمعة بعيدا عن أضواء الإعلام، وفضلت العائلة مواراة جثمان ابنها الثرى بعيدا عن الأضواء حتى لا تستغل أي جهة حالة الاحتقان التي ما زالت مستمرة داخل المدينة من أجل إشعال فتيل المواجهات من جديد، فإن باقي العائلات مازالت تنتظر.