شرعت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات في الإجراءات الإدارية والقنصلية المتعلقة بعملية تشغيل 2500 سيدة مغربية، في ضيعات فلاحية متخصصة في إنتاج التوت بإسبانيا. المستفيدات من العقود الموسمية سيلتحقن، على شكل أفواج، بمنطقة هويلفا الإسبانية مع بداية شهر أكتوبر، وسيتم توزيعهن على خمس تعاونيات فلاحية، ويتقاضين أجرا يناهز 33 أورو عن كل ساعة، بعد اقتطاع واجبات الضمان الاجتماعي والرسوم، فيما سيتكلف رب العمل بتأمين النقل والسكن، طيلة المدة التي يشملها العقد. وأعلنت الوكالة أن الاستفادة من عقود العمل الموسمية مجانية، شريطة توفر بعض المعايير، منها، أن تكون للمرشحة أسرة وأن تكون من قاطني البادية أو ضواحي المدينة، ولها كفاءة في مجال العمل الفلاحي . من جهة أخرى، كشف كمال حفيظ، مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أن المستفيدات سيسري عليهن قانون الشغل الإسباني، كما سيستفدن من الضمان الاجتماعي طيلة مدة اشتغالهن في إسبانيا، وأكد أن التسجيل في هذه العملية، مفتوح في وجه جميع السيدات اللواتي تتوفر فيهن الشروط، وأن الاختيار يتم بناء على المعايير الاجتماعية والكوطا. ونفى حفيظ الأخبار التي تحدثت عن استغناء إسبانيا عن اليد العاملة المغربية في مجال الفلاحة، مؤكدا أن الانتقال من مرحلة الجني إلى مرحلة الزرع يدل على الاهتمام الذي تداوله أرباب العمل الإسبان لكفاءة العاملات المغربيات، وأن الخبر الذي تم تدوله في بعض وسائل الإعلام لا ينطبق على العقود المنظمة بموجب اتفاقيات دولية، كما أن الجانب الإسباني أعرب عن حاجته للعمالة المغربية، في مناطق ومجالات أخرى من بينها الفندقة. وكشف حفيظ أن عملية الجني المقبلة ستوفر ما بين 12 و20 ألف عقد عمل موسمي، وهو رقم سيتم الحسم فيه بشكل رسمي من طرف الحكومة الاسبانية. المستفيدات من عقود العمل الموسمية، اللواتي وقع عليهن الاختيار للعمل في مرحلة الزرع، سبق لهن الاشتغال في اسبانيا لمرتين أو ثلاث ،بموجب عقود مؤقتة، من خلال وكالة التشغيل وإنعاش الكفاءات، مثل مليكة 32 سنة، التي قدمت من مدينة جرادة، بعد أن تم اختيارها من قبل المشغلين الإسبان من أصل 12000 سيدة مغربية سبق لهن الاشتغال في إسبانيا. مليكة اعتبرت أن هذا العقد سيمكنها من تأمين مبالغ مالية تستعين بها على مواجهة مصاريف الحياة في قرية معزولة بضواحي جرادة، دون أن تنجح في إخفاء حزنها على فراق أبنائها الأربعة، وصرحت بأنها اضطرت إلى التسلسل في الصباح الباكر حتى لا يراها ابنها ذو السنوات الثلاث قبل، أن تضيف: « لو كان زوجي يعمل لما ابتعدت عن أطفالي». وفي سياق متصل، كشفت الوكالة أنها تباشر اتصالات مع العديد من الدول في مجال العمل الموسمي، حيث أعلنت فرنسا عن حاجتها إلى المزيد من العمال في قطاع الفلاحة هذا بالإضافة إلى إمكانية رفع رقم العمال المغاربة الموسميين الذين سيلتحقون بكورسيكا من 180 في السنة الماضية إلى 400 عامل.