سواء كان أصل اضطرابات المزاج يرجع إلى أسباب جسدية أو نفسية، فإنها تُدمّر حياتك.. فإليك كيفية تعلُّم السيطرة على هذه الاضطرابات. ما الذي يمكن أن يسبب تغيرات المزاج؟ أسباب هذه الاضطرابات مادية ،في المقام الأول، والمرأة هي أكثر عرضة للتقلبات المزاجية من الرجل، بسبب المشاكل الهرمونية التي تحدث خلال فترة الدورة الشهرية وبعد الولادة وخلال انقطاع الطمث، ولكن ليست هذه وحدَها العوامل المسببة، إذ يمكن أن يسبب عدم وجود ضوء الشمس مشاكل المزاج.. وهذا هو ما يسمى «اكتئاب الشتاء». ولكن هناك أيضا أسباباً نفسية، مثل السياق الشخصي الخاص والمهني، فإذا كانت لديك حياة جيّدة وعلاقات طيبة في العمل، فلن تكون هناك أي متاعب وستكون أقل احتمالا للتعرض لتجربة «تقلب المزاج». وعلي العكس من ذلك، إذا كانت هناك أحداث في الحياة لا تشجع على المزاج الجيد فستتعرض لنوبات توتر وتقلبات مزاجية، تختلف حدتها وفقا لنوع الأحداث والضغوط التي تواجهها، وأيضا وفق طريقتك في مواجهة هذه الضغوط. ومع ذلك، هناك أناس لديهم صعوبات في الحياة لا تسبب أي تأثير خاص على مزاجهم. ترتبط هذه الضغوط -اعتمادا علي طرق التعامل معها بطرق جيدة أو غير ذلك- بوضوح بماضينا وطفولتنا. فالناس الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو تم التخلي عنهم في طفولتهم تكون لديهم صعوبة في إدارة الإجهاد عند البلوغ، وبالتالي في تقلب مزاجهم. كيف يمكن أن تحدث اضطرابات المزاج وكيف يمكن أن تكون محرجة لأنفسهم ولبيئتهم؟ قبل كل شيء، من المهم أن نقول إن اضطرابات المزاج هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية تؤثر على الجميع، ويمكن أن تأخذ اتساعا معينا وتصبح مرضية. في هذه الحالات، نتحدث عن دورية المزاج أو عما هو أسوأ: القطبية الثنائية، حيث ينتقل الشخص من حالة النشوة والإثارة إلى حالة من الاكتئاب بشكل سريع جدا، وقد يكون متعكر المزاج، حزينا، منطوياً على نفسه.. ونشير، أيضا، إلى العدوان والاستفزاز. النتيجة: سوف تكون هناك صعوبات كثيرة في الحياة الزوجية، بل وأيضا في العمل، وسوف يعاني المحيطون، بالطبع، وهم لا يعرفون، أبدا، ما يمكن توقعه. أحيانا، يأخذونك في حالة النشوة التي يعيشون فيها وفي لحظة لاحقة، في حزنهم، ناهيك عن لجوء هؤلاء الناس الذين يعانون من هذه الاضطرابات المزاجية حقا إلى تعاطي الكحول أو إلى المخدرات لتهدئة أنفسهم. كيف يمكننا السيطرة على مشاكل المزاج؟ في الحالات الشديدة، مثل الاضطراب «ثنائية القطب» على وجه الخصوص، هناك علاجات دوائية بالنسبة إلى الحالات العادية، والتي يمكن أن تصيبنا جميعا، وأنصح باستشارة الطبيب المعالج. كما يمكنك اختيار البدء في التحليل النفسي لمحاولة فهم الأسباب التي تمنعك من إدارة حالة الإجهاد بشكل صحيح أو محاولة للعلاج المعرفي والسلوكي، اللذين سيعملان معك على «هذا والآن»، حيث لا يشير المعالج إلى ماضي المريض. فضلا على العلاج، يمكنك، أيضا، العلاج بالتمتع ببعض أيام العطلة في نونبر ومارس، حيث الجو الصحي المعتدل والطبيعة المنتعشة.. تذكّرْ، أيضا، ممارسة النشاط البدني بانتظام، فمن خلال الرياضة، ينتج جسمك «الأندورفين»، وهذا من شأنه أن ينظم المزاج. كيفية التعامل مع شخص يعاني من اضطرابات المزاج لا يجب التعامل مع الشخص المصاب بتقلبات المزاج بحدة، فقد لا يكون ذلك سهلا دائما، ولكنْ في أول بادرة لظهور اضطرابات المزاج من زوجك (زوجتك) أو من شخص مقرب إليك، حاول التعامل معه بهدوء ولكنْ لا تنفعل، بل حاول فقط فهمه برفق وحب، وقد يكون من الأفضل بالنسبة إليه زيارة المعالج.