حمّلت مصادر نقابية من المكتب الوطني للمطارات مسؤولية أي مشاكل تتعلق بسلامة الملاحة الجوية خلال إضراب تقنيي الملاحة الجوية لإدارة المكتب. وأوضح عبد الجبار التيجاني، الكاتب العام لنقابة تقنيّي سلامة الملاحة الجوية، أنه وباستثناء مطار محمد الخامس في الدارالبيضاء، الذي اشتغل فيه تقني واحد، فإن مطارات الرباط وفاس ومراكش ووجدة والناظور وتطوان والحسيمة ووارزازات والراشيدية والعيون والداخلة عرفت نجاحا للإضراب بنسبة مائة في المائة، إذ لم يعمل أي تقني لتأمين سلامة الملاحة الجوية في المطارات المذكورة. واتّهم التيجاني إدارة المكتب الوطني للمطارات بالمغامرة بسلامة الملاحة الجوية، مُحمّلا إياها المسؤولية كاملة عن أي حادثة يمكن أن تقع، مؤكدا أن نقابته نظمت، أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية في مطار محمد الخامس من أجل التعريف بملفها المطلبي. ومن جانبه، نفى مصدر مسؤول داخل المكتب الوطني للمطارات أن تكون الرحلات الجوية قد شهدت اضطرابا يومَ أمس الأربعاء. فقد أكد سليم الناجي، المسؤول عن مديرية الموارد البشرية في المكتب، في اتصال هاتفي ب«المساء»، أن الحركة عادية ولم تعرف أي مشاكل صباح أمس بسبب إضراب تقنيي سلامة الملاحة الجوية. وأشار الناجي إلى أن هناك تقنيين أجانب ينتمون إلى الشركات المصنِّعة للتجهيزات التقنية في المطارات من أجل الإشراف على عمليات الصيانة، موضحا أن هذه الزيارات عادية وتتم من حين إلى آخر من أجل التأكد من سلامة المعدات المتوفرة. وأضاف الناجي أن الإضراب الذي يُنفّذه التقنيون مسألة عادية وأن إدارة المكتب لبّت مجموعة من النقط المتضمنة في الملف المطلبي للتقنيين وأن الحوار ما زال مفتوحا. وفي سياق متّصل، يواصل تقنيُّو صيانة الطائرات في شركة «أيرو تكنيك أنديستري» إضرابهم عن العمل، سعياً منهم إلى تحقيق مطالبهم، التي ما زالت إدارة الشركة تمتنع عن الاستجابة لها، بدعوى أن وضعيتها المالية لا تسمح بذلك، وفق ما قدمه محمد العمراني، مدير الموارد البشرية، الذي اجتمع أول أمس الثلاثاء بالمكتب النقابي للمضربين، التابع للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بحضور مندوب الشغل ومفوضين عن العمال، إضافة إلى مفتش للشغل قام، عقب نهاية اللقاء، بتحرير محضرا للاجتماع، ضَمَّنه أقوال المسؤول عن الشركة. وكان تقنيو صيانة الطائرات هؤلاء قد دخلوا، في نهاية شهر غشت الأخير، في إضرابهم عن العمل، لمدة ساعتين يوميا، إلا أنه أمام معاكسة الشركة المطالبَ التي يسعون إلى تحقيقها، تم تمديد الإضراب ليومين كاملين، في السابع والثامن من الشهر الجاري، وحيث إن ذلك لم يُجْدِ نفعا، يقول «ص. م.»، أحد المضربين، فقد قرر المحتجون تصعيد الموقف والامتناع عن العمل لمدة خمسة أيام متواصلة، ابتدأت يوم ال9 من الشهر الجاري وانتهت في ال13 منه. وقد تقرّر، في اجتماع أول أمس، تمديد الإضراب عن العمل لخمسة أيام أخرى، تنتهي في ال18 من شتنبر الحالي، لعدم إقدام إدارة الشركة على التعامل الإيجابي مع أيٍّ من المطالب الثمانية عشر للأطر الغاضبة، التي تبغي تحسين ظروف عملها، مع ما يعنيه ذلك من رفع للأجور وما شابه. يشار إلى أن إدارة الشركة المُشغّلة أقدمت، في وقت سابق، على فرض عطلة إجبارية على المحتجّين من التقنيين وتم منعهم من الالتحاق بمقرات الشغل عند باب شركة الخطوط الملكية المغربية، التي تملك، للتذكير، حوالي 49 في المائة من رأسمال شركة «أيرو تيكنيك أنديستري»، فيما تمتلك الباقي شركة الخطوط الفرنسية، كما امتدّ المنع ليشمل الاستفادة من خدمات المطعم والنقل، التي كان ينعم بها المستخدَمون هناك، قبل لجوئهم إلى «سلاح» الإضراب، الذي بات يُهدّد بالخطر الطائرات المغربية والفرنسية، على حد سواء.