«ما دير خير ما يطرا باس»، هذا ما انطبق على شيخ في الستينات من عمره، عندما نهى شابا من مواليد سنة 1980 عن ممارسة الجنس على حمار بمنطقة عين إيطي، وتحديدا بمنطقة «الهندية» بمراكش، في وقت متأخر من الخميس الماضي. نصيحة الشيخ كلفته حياته عندما وجه إليه شاب ضربة قوية على الرأس، أردته قتيلا وجعلته يسبح في دمائه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة، فإن الشاب، الذي لم يكن في حالة نفسية عادية، ويعتبر أحد الوجوه المألوفة بمنطقة عين إيطي، لم يتمالك نفسه عندما عثر عليه الشيخ الستيني في وضعية شاذة مع «حمار»، إذ استشاط غضبا عندما تدخل الشيخ لنهيه عن فعل الفاحشة على الحمار، فثار في وجه الشيخ، الذي اشتعل رأسه شيبا. لم يلجأ الشاب (الجاني) إلى صد الشيخ بطريقة سلمية أو مغادرة المكان حياء من فعله الشنيع والشاذ، أو حياء من كِبَرِ سن العجوز، وإنما اختار أن يستعمل العنف ضد شيخ لا حول ولا قوة له، حيث تناول حجارة متوسطة الحجم ووجهها صوب الشيخ، الذي لم يقو على الهرب والفرار بجلده من هيجان الجاني. وقد أصابت الحجارة العجوز في رأسه، قبل أن يخِرّ على الأرض مغمى عليه. حينها قام الجاني بتوجيه ضربة ثانية له بالحجارة، كانت الأخيرة التي ستنقل الناهي عن المنكر من الحياة الدنيا إلى الآخرة بجوار ربه. إذ كانت الضربتان كافيتين لجعل الشيخ يغوص في دمه، ويلفظ أنفاسه الأخيرة. وفور علم السلطات الأمنية بالحادث، الذي وقع في حدود الساعة الثالثة من صباح الخميس الماضي، هرعت إلى عين المكان، حيث ألقت القبض على الجاني بعد دقائق قليلة من البحث. وقد عاينت الشرطة العلمية جثة الهالك، لتتم إحالة الضحية على مستودع الأموات بمنطقة باب دكالة، بأمر من وكيل الملك بمراكش، فيما ألقي القبض على الجاني، ليتم نقله إلى مقر ولاية الأمن بالمدينة الحمراء للتحقيق معه والوقوف على تفاصيل وملابسات الحادث، قبل إحالته على القضاء بتهمة القتل. يحدث هذا في ظل تنامي حوادث القتل بمدينة مراكش، خصوصا مع نهاية شهر رمضان المبارك، حيث سجل ما لا يقل عن عشر حوادث قتل في الأسبوعين الماضيين، منها من كان أطرافها أخوين، أو جارين، أو تلك التي كانت الجلسات الخمرية مسرحا لها، في ظل الإجراءات الأمنية المشددة والحملات، التي تقوم بها الدوريات الأمنية بأحياء مراكش.