مسؤولو نادي برشلونة الإسباني قد يجدون أنفسهم مضطرين لإلغاء اتفاقية الرعاية المبرمة مع شركة قطر الخيرية، التي تم بموجبها وضع شعار الشركة على قمصان الفريق الكاتلوني ابتداء من الموسم الحالي حتى عام 2016، مقابل 166 مليون يورو، وهو ما يعني تكبّد النادي خسائر مالية فادحة. ويواجه ساندرو روسيل، رئيس برشلونة، ضغوطات هائلة من بعض رموز النادي ومشجعيه بعدما تخلى عن القاعدة الثابتة التي طالما ميّزت برشلونة عن سواه من الأندية، والتي لا تسمح بوضع أي إعلانات على قمصان النادي مقابل الحصول على أموال، مهما كانت المبررات. وأمام الضغوطات المفروضة على رئيس البارصا، وافق روسيل على عرض ملف رعاية شركة قطر للتصويت والبحث أمام رعاة النادي خلال اجتماع هام في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وهو تاريخ سيكون حاسماً وفيصلياً في تاريخ النادي، وربما سيساهم إما في تقوية مكانة روسيل على رأس النادي أو إضعافه، هو الذي لا يحظى بشعبية كبيرة مثل تلك التي كانت لسلفه خوان لابورتا. وحرص روسيل على دق ناقوس الخطر وتحذير رعاة النادي من مغبّة الموافقة على التخلي عن اتفاق الرعاية مع مؤسسة قطر، وقال إن ذلك سيعني خسارة النادي ملايين الدولارات وتحوّل برشلونة إلى فريق صغير على مستوى القارة الأوروبية مقارنة بوضعية الفريق الحالية. ودافع روسيل عن تعاقد ناديه مع مؤسسة قطر، مشيراً إلى أنه ساهم في تحسين الوضع المالي للنادي بشكل كبير. ونقلت صحيفة «لافانغارديا» الكاتلونية عن رئيس البارصا قوله إن «الحاجة كانت ماسة لقبول رعاية مؤسسة قطر للحفاظ على سمعة النادي، الذي يملك أفضل فريق في العالم وأفضل مدرب، ويجذب أعلى نسبة من الاستثمارات، لذا كان في حاجة إلى راع رسمي قوي لاستكمال مسيرة الإنجازات». وأكد رئيس برشلونة أن قيمة الديون الملقاة على عاتق النادي «في انخفاض مستمر»، لذلك يتوجّب على المساهمين في النادي الإبقاء على عقد الرعاية مع المؤسسة القطرية لضمان مزيد من الاستقرار المالي، حسب قوله. موقف روسيل تواجهه انتقادات حادة، كان آخرها الهجوم اللاذع، الذي وجهه يوهان كرويف لرئيس النادي، متهماً إياه بالبحث عن المال والرغبة في تحويل النادي إلى شركة تجارية لتشتريه دولة قطر! وقال كرويف في مقابلة نشرتها صحيفة «إلبريوديكو دي كتالونيا» الاثنين الماضي: «أرى أن هاجس النادي لم يصبح الفوز بالألقاب، ولكنه تبدل إلى السعي إلى جني الأموال الكثيرة. وبالنسبة لي الأمر كان يجب أن يكون العكس». وأوضح نجم البارصا السابق أن «هناك أشياء لا تفهمها وتجعلك تشك، فاتفاق النادي مع مؤسسة قطر، والحديث عن أن روسيل كان أو لا يزال يدخل في علاقات عمل مع قطر، والجميع يعلم أنها دولة تمتلك الكثير من المال، ثم حديثه الدائم عن ديون النادي وعن الوضع المالي له... كل هذا يجعلك تشعر بأن برشلونة قد يصبح يوما ما شركة وليس ناديا رياضيا».