في الوقت الذي كان يفترض أن يتقدم رئيس الحكومة بتصريح أمام البرلمان يقدم فيه، قبيل الانتخابات التشريعية، حصيلة خمس سنوات من عمل الفريق الحكومي الحالي، اهتدت الحكومة إلى التواصل حول ما تعتبر مكاسب تحققت في ظلها، عبر قنوات جديدة، و التي كان أبرزها الموقع الإلكتروني «مكاسب» الذي تم الكشف عن مضمونه مساء الأحد الماضي. لماذا اختارت الحكومة تقديم الحصيلة عبر موقع إلكتروني؟ رئيس الحكومة، عباس الفاسي، يؤكد أن واجب المسؤولية يقتضي من «الحكومة التي ستنتهي ولايتها خلال الأسابيع المقبلة، تقديم الحساب للمواطن في ضوء الالتزامات التي سبق أن تعهدت بها أمامه كأحزاب للأغلبية أثناء انتخابات 2007 وتضمنها بعد ذلك التصريح الحكومي الذي نال ثقة مجلس النواب» ، مشيرا إلى أنه «تم اختيار التوجه مباشرة إلى المواطنات والمواطنين- بعد ما تم تقديم حصيلة نصف الولاية الحكومية أمام ممثلي الأمة بمجلسي النواب والمستشارين- عبر وسيط تواصلي إلكتروني يحظى بالذيوع والانتشار، كي يعطي للأداء الحكومي وتدبير الشأن العام قيمته السياسية وعمقه الديمقراطي». مختلف نوافذ وأبواب الموقع تبسط ما تعتبره الحكومة مكاسب في مجالات الصحة والتعليم والسكن ومحاربة الفقر والهشاشة والحوار الاجتماعي والتشغيل ومحاربة الفساد والقدرة الشرائية ومواكبة مغاربة الخارج والبيئة، حيث يورد الموقع مجموعة من المعطيات المرقمة التي تؤشر، حسب الحكومة التي تتولى تدبير الشأن العام منذ 2007، على التقدم الحاصل في تلك الأوراش، تلك حصيلة يقول الوزير الأول إنها تحققت رغم الأزمة العالمية التي لا زالت تلقي بتداعياتها على بلادنا، وهناك التحديات المطردة للتنمية البشرية التي تستلزم منها مضاعفة التعبئة والجهود. محمد نجيب بوليف، القيادي بالعدالة والتنمية، اعتبر أن فكرة التواصل عبر موقع إلكتروني أمر إيجابي، غير أنه شدد على أن المبادرة تحكمها اعتبارات انتخابية على بعد شهرين من الانتخابات التشريعية، في الوقت ذاته الذي يؤكد على أن الحكومة تنفرد بحق الحديث عن حصيلتها موظفة في ذلك المال العام، بينما لا تتاح للمعارضة نفس الفرصة و الإمكانيات لقول كلمتها حول تلك الحصيلة التي كان يفترض أن تقدم أمام البرلمان، بما يتيحه ذلك من فتح نقاش عمومي تتفاداه الحكومة على بعد شهرين من الانتخابات، خاصة أن بوليف يعتبر أن الفريق الحالي لم يحقق مكاسب حقيقية، حيث افتقر إلى الرؤية الواضحة بعيدة المدى في تحديد الأولويات. ومن جانبه اعتبر الاقتصادي المهدي لحلو، أن لجوء الحكومة إلى استعمال موقع إلكتروني للتواصل حول حصيلتها، يعتبر انفتاحا على قنوات تواصل جديدة أثبت الربيع العربي نجاعتها، في ظل فقدان الثقة في المجال السمعي البصري التقليدي في المغرب، غير أن المهدي لحلو يلاحظ أنه في الوقت الذي تجدد الحكومة في الوسيلة، فإن نفس الوجوه القديمة هي التي تقدم الحصيلة بنفس المضمون.