حتى بعد مرور سبع سنوات على هجمات الحادي عشر من شتنبر ليس هناك إجماع، خارج الولاياتالمتحدة، على أن مقاتلين إسلاميين من القاعدة كانوا وراء تلك الأحداث، هذا ما أعلن عنه استطلاع رأي دولي نشرت نتائجه يوم الأربعاء الماضي. استطلاع الرأي الذي شمل 16063 شخصا من 17 دولة توصل أغلبية تؤمن بدور القاعدة في الهجمات التي حصلت في نيويورك وواشنطن وقتلت ثلاثة آلاف شخص عام 2001 في تسع دول فقط. وكان المسؤولون الأمريكيون قد اتهموا بصفة مباشرة القاعدة، التي افتخر زعيمها أسامة بن لادن بتنظيمه تلك الهجمات الانتحارية التي نفذها أتباعه باستعمال طائرات ركاب مختطفة. وفي المتوسط، قال 46 في المائة من المستجوبين إن القاعدة هي المسؤولة عما حدث، بينما قال 15 في المائة إنها الحكومة الأمريكية، ورأى 7 في المائة أنها إسرائيل، في حين ذكر 7 بالمائة متهمين آخرين، وقال واحد على أربعة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنه لا يعرف من يقف وراء تلك الهجمات. « وورلد بابليك أوبينيون» هي المؤسسة التي أنجزت استطلاع الرأي، وهو عمل تعاوني سهر على إتمامه عدد من مراكز الأبحاث في دول مختلفة، وأداره برنامج تيارات السياسة الدولية بجامعة ماريلاند في الولاياتالمتحدةالأمريكية. في أوربا، ذكر القاعدة 56 في المائة من البريطانيين والإيطاليين، و63 في المائة من الفرنسيين و64 في المائة من الألمان، بينما رأى15 في المائة من الإيطاليين أن اللوم يقع على الحكومة الأمريكية. وتوصل استطلاع الرأي في بلدان الشرق الأوسط إلى أن المستجوبين هناك بالخصوص يميلون إلى اتهام جهة أخرى غير القاعدة، فقال إن إسرائيل هي من يقف وراء الهجمات: 43 في المائة من المصريين و31 في المائة من الأردنيين و19 في المائة من المستجوبين في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية. أما الحكومة الأمريكية فقد اتهمها 36 بالمائة من الأتراك و27 في المائة من الفلسطينيين. وفي المكسيك، اتهم 30 في المائة من المستجوبين حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، في حين اتهم 33 في المائة منهم القاعدة. الدولتان الوحيدتان اللتان اتهمت فيهما أغلبية واضحة القاعدة هي كينيا بنسبة 77 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع ونيجيريا بنسبة 71 في المائة. والبلدان التي شملها استطلاع الرأي هي الصين، إندونيسيا، نيجيريا، روسيا، مصر، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، الأردن، كينيا، المكسيك، الأراضي الفلسطينية، كوريا الجنوبية، تايوان، تركيا، وأوكرانيا. وتم إجراء الاستطلاع ما بين 15 يوليوز و 31 غشت الماضيين، وتم تحديد هامش الخطأ فيه في 4 في المائة تقريبا. الأجوبة التي جمعها الاستطلاع أعطيت بطريقة عفوية، حيث قدم الاستطلاع عددا من الأسئلة دون تقديم خيارات للرد. وقال ستيفن كول رئيس «وورلد بابليك أوبينيون»، إنه بالنظر إلى الأثر الكبير الذي تركته هجمات 11 شتنبر على أوضاع العالم أجد أنه أمر مثير للاهتمام أنه بعد سبع سنوات مما حصل لا يوجد هناك إجماع دولي حول من يتحمل المسؤولية في ما حصل».