نددت فعاليات سياسية وحقوقية ونقابية وإعلامية باستمرار اعتقال رشيد نيني مدير نشر «المساء» خلال وقفة رمزية دعت إليها اللجنة الوطنية للتضامن مع رشيد نيني والدفاع عن حرية الصحافة، والتي جاءت متزامنة مع إتمامه أربعة أشهر من الاعتقال، ومع مثوله أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء اليوم الخميس ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. ورفع المحتجون خلال الوقفة، التي نظمت أمام مقر البرلمان أول أمس تحت شعار «الحرية لرشيد نيني»، شعارات تستنكر استمرار وضع نيني خلف القضبان وتدين حرمانه من حقوقه داخل السجن من قبيل منعه من وسائل الكتابة وحرمانه من الاتصال بعائلته عبر الهاتف الثابت والتفتيش الجسدي اليومي المهين. وفي كلمة له، اعتبر محمد اشماعو، نائب منسق اللجنة الوطنية للتضامن مع رشيد نيني والدفاع عن حرية الصحافة، أن المقصود من اعتقال مدير «المساء» هو كتم صوته الذي كان يفضح الفساد والمفسدين، الذين هم حاليا سعداء، واصفا المحاكمة ب«الجائرة والمهزلة»، والتي ترمي إلى منع صحافي من حرية الرأي والتعبير. وقال اشماعو: «إن ما شهدناه مهزلة ومحاكمة صورية. لقد سجن نيني طبقا للتعليمات، وإن خفافيش الظلام هي من أوقعت به داخل السجن ولن تغفر هذه المهزلة للدولة»، مؤكدا على أن «القلم لا يسجن ولا يحتجز، بل ينبغي أن يظل حرا طليقا يعبر كما يشاء». وأشار منسق اللجنة الوطنية إلى وجود صحافة مدجنة تعمل بمنطق التسريبات وأضحت خانعة وخاضعة، داعيا في الوقت ذاته مختلف الفاعلين والإعلاميين إلى التضامن الواسع مع قضية نيني من أجل إيقاف هذه الفضيحة حتى لا تتكرر مرة أخرى مع صحافيين ويتابعون في حالة اعتقال بالقانون الجنائي. ودعا اشماعو القضاء إلى أن يعود إلى رزانته وحكمته ويمتع نيني بحريته، موضحا أن الغرض من وضعه داخل السجن وحرمانه من القلم هو الإذلال والانتقام. ومن جهتها، أكدت خديجة رياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن مشاركتها في الوقفة جاءت انطلاقا من موقف الجمعية الرافض لاستمرار اعتقال رشيد نيني، والداعي إلى إطلاق سراحه. وقالت رياضي في تصريح ل«المساء» : «ندين ونستنكر بشدة توظيف القضاء في هذا الملف، ونحتج على منع نيني من الكتابة وحرمانه من وسائلها داخل الزنزانة». كما دعا عبد الحفيظ ولعلو، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، إلى إيقاف فضيحة اعتقال نيني والإفراج عنه، مؤكدا، في تصريح ل«المساء»، أنه لا يمكن الحديث عن دستور جديد وعهد مختلف وصحافي يقبع خلف القضبان، وأن مشاركته جاءت انطلاقا من موقفه الرافض لوضع صحافي خلف القضبان. وتميزت الوقفة بحمل الشموع ورمي الأقلام كشكل من أشكال التعبير عن التضامن مع نيني المحروم من حيازة قلم داخل المركب السجني عكاشة بالدار البيضاء، والذي أمضى به أربعة أشهر من الاعتقال بعد الحكم عليه ابتدائيا بسنة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها ألف درهم. ورفعت شعارات تطالب بالحرية لنيني وتستنكر احتجازه في الزنزانة، ومن هذه الشعارات: «هذا عيب هذا عار نيني معتقلّ» و«الدستور ها هو والحرية فينا هي»، و«خفافيش الظلام منعتوه من القلم» و«الحرمان من القلم اجتهاد بنهاشم» و»اعتقال الصحافي خصوصية مغربية». واختار المحتجون وضع أقلام كرتونية في مقدمة الوقفة كتبت عليها عدد من العبارات التي تتضمن الرسائل التي يرغب المحتجون في إيصالها إلى المسؤولين ومنها «كفى يا بنهاشم رسائلك الانتقامية وصلت» و«المحاكمة غير عادلة والانتقام من نيني مستمر» و«اعتقال القلم جريمة» و«لوبيات الفساد سعيدة باستمرار اعتقال نيني» و«118 يوما من التعذيب النفسي».