أصيب عامل إنعاش بشلل نصفي بعد سقوط حائط فوقه أثناء قيامه، رفقة عمال آخرين، بتنظيف حي صفيحي بمدينة سيدي يحيى الغرب بإقليم سيدي سليمان، كان قد شهد حريقا مهولا، وهو ما أدى إلى تدمير 16 منزلا بالكامل. وقالت مصادر حقوقية، إن الضحية أحمد الستو، في الثلاثينات من عمره، أب لثلاثة أبناء، تعرض، الأسبوع الماضي لإصابات وجروح بليغة أحدثت له كسرا على مستوى أضلعه وعموده الفقري، وهو ما استدعى نقله إلى المركب الاستشفائي الإدريسي بالقنيطرة، ونظرا إلى خطورة حالته الصحية فقد تم نقله إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، هذا في الوقت الذي «غابت فيه الشرطة عن مكان الحادث، ولم تقم بتحرير محضر في الموضوع لأسباب مجهولة»، حسب قولها. وعوض أن يبادر المجلس البلدي للمدينة، ومعه السلطة المحلية بالتكلف بمصاريف علاجه وتعويضه ماديا، لاسيما أنه المعيل الوحيد لأسرته التي تتكون من ستة أفراد، تم التنكر له، وتهميشه، حسب مصادر حقوقية، ولم تعره أي من تلك الجهات الاهتمام اللازم، رغم أن مجلس المدينة هو من أشرف على عملية تكليف مجموعة من عمال الإنعاش الوطني بمهام النظافة في الحي المذكور. وكشفت رسالة وجهها المكتب الإقليمي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان إلى الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، أن عائلة الشاب المصاب فوجئت بلامبالاة الجهات المعنية بحالة ابنها، مع العلم أن هذا الأخير كان يعمل تحت إمرتها وينفذ تعليماتها الخاصة بحملة النظافة التي عرفها دوار السكة الذي التهمت ألسنة النيران العديد من منازله. وأوضحت الرسالة نفسها أن الضحية لم يحظ بأي متابعة اجتماعية أو طبية رغم مراسلة المصالح المذكورة. وفي موضوع ذي صلة، شهدت مدينة سيدي يحيى الغرب موجة غضب عارم وتوترا حادا عقب هذا الحادث، إذ إن العشرات من المواطنين الغاضبين الذين نددوا بما وصفوه ب«تماطل» الجهات المسؤولة في إيجاد الحلول لمعاناتهم مع السكن العشوائي، واحتجوا بشدة على متاجرة المنتخبين بمآسيهم وآلامهم واستغلالها سياسيا عبر تقديم عدة وعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع. ورفع المحتجون شعارات منددة بمجلس البلدية خلال مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة في اليوم نفسه، متهمين إياه ب«الإقصاء والتهميش» في حق دوار السكة الذي يؤوي أكثر من 450 عائلة تعاني الفقر والحرمان واعتبار المنطقة خزانا انتخابيا للوصول إلى المناصب والمسؤوليات، على حد قولهم، وعدم اتخاذ مبادرات حقيقية تروم توفير السكن لجميع قاطني الأكواخ المهينة للكرامة الإنسانية.