متّعت محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء التاجر مراد الكرطومي، الذي بات يُعرَف ب«فاضح الفساد في سوق الجملة والخضر في الدارالبيضاء»، بالسراح المؤقت، بعد أن تداولت الغرفة الجنحية الاستئنافية في المحكمة طلبات الدفاع، المتمثلة في تمتيعه بأقصى ظروف التخفيف. وقد أفرجت المحكمة ليلة أول أمس الخميس على مراد الكرطومي بعد أن جدّد اعتذاره للهيأة القضائية، حيث عبّر في تصريح ل»المساء» عن ندمه على الطريقة التي احتج بها على القاضي التحقيق نور الدين داحين، معترفا بخطئه ومطالبا بإنصافه يوم النطق بالحكم، الذي حددته المحكمة في 25 من هذا الشهر. وقد سبق للكرطومي أن تقدم أمام الهيأة القضائية خلال المحاكمة الابتدائية باعتذار عما بدر منه في حق قاضي التحقيق المكلف بالتحقيق في ملف سوق الجملة في استنئافية الدارالبيضاء، مؤكدا أن تصرفه كان ناتجا عن لحظة انفعال غير إرادية بسبب تأخر جلسات التحقيق في ملف السوق. وقد جاء سجن مراد الكرطومي، الذي فضح «ملفات فساد» كبيرة في سوق الجملة في الدارالبيضاء، بعد شكاية تقدَّم بها ضده قاضي التحقيق نور الدين داحين، بعد أن اتهم مراد الكرطومي بالسب والقذف، حيث تمت متابعته من طرف النيابة العامة في المحكمة نفسها في حالة اعتقال بتهمة السب والقذف وإهانة هيأة قضائية. وكانت الغرفة الجنحية التلبسية في المحكمة الابتدائية في الدارالبيضاء قد أدانت مراد بخمسة أشهر حبسا نافذا وبأداء غرامة مالية قدرها 1000 درهم. يشار إلى أن مراد الكرطومي لجأ في حربه لفضح «الاختلالات» التي يعرفها سوق الجملة والخضر في الدارالبيضاء إلى عدة أساليب للتسريع من وتيرة البت في الملف الذي يتابَع فيه مجموعة من المتهمين، من ضمنهم موظفون ومنتخَبون... حيث يقول مصدر مقرب إن عدد الشكايات التي تقدم بها، سواء تعلق الأمر بالاختلالات التي يعرفها السوق أو بشأن تأخير البت في الملف، بلغ حوالي 200 شكاية، كما أنه لتسريع البت في الملف، عمد إلى الدخول في إضراب عن الطعام وحاول إضرام النار في نفسه للفت انتباه الجهات المسؤولة إلى التأخر في التحقيق.