على بعد 48 ساعة من انتهاء الأجل القانوني للانتدابات الصيفية للاعبين المغاربة، لازال الغموض هو العنوان الأبرز في علاقة العديد من اللاعبين الذين أسقطتهم لائحة بادو الزاكي مع المكتب المسير للنادي، ولم تسفر المحاولات الودية بين الأطراف المعنية عن إيجاد حل يرضي الجميع، فقد طالب اللاعبون من الرئيس منحهم ترخيصا للبحث عن فضاء آخر، بعد أن وضعهم الزاكي خارج اللائحة التي سيعتمد عليها خلال الموسم الرياضي الذي سينطلق يوم الجمعة القادم. ويعاني من هذا الوضع الغامض كل من مصطفى طلحة وخالد أومنصور وعبدالإله منصور وزكرياء عودان، إضافة إلى لاعبين آخرين كباحفيظ وبنخيران وحمودة... بدأت أولى خيوط المحنة حين كشف المدرب بادو الزاكي عن لائحة اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في المنافسات الوشيكة، من أبرز مفاجآتها إقصاء اللاعب مصطفى طلحة، على الفور قدم هذا الأخير ملتمسا للرئيس بتمكينه من أوراقه للبحث عن فرصة لاستكمال مشواره مع فريق آخر. كان الزاكي حاسما في الرد على أسئلة الصحافيين المتعلقة بمصير اللاعبين الذين سقطوا من لائحته، «إن الإدارة التقنية هي التي ستقوم بالواجب معهم، أنا اخترت اللاعبين الذين سأعتمد عليهم والقرار الأخير في الترخيص للآخرين بيد المكتب المسير». لكن المكتب المسير لم يكن يضم حينها إلا شخصا واحدا هو عبد الإله أكرم، مما جعل قرار التسريح مؤجلا إلى حين استكمال تشكيلة الرئيس، لكن طلحة الذي قضى ثمان سنوات في خدمة الفريق ظل يتلقى تطمينات بحل المشكل قبل فوات الأوان «منذ أن علمت بقرار المدرب اتصلت بالرئيس وطلبت منه مساعدتي كي أغير الأجواء، لكن أكرم قال لي إن قرارا كهذا يجب أن يحظى بموافقة المكتب المسير، وكان علي أن أنتظر الإعلان عن تشكيلته كي أخلص نفسي من هذا الوضع الغامض، أنا على يقين بأن الرئيس تفهم وضعيتي وحز في نفسه تسريحي بسرعة، لكن لم يعد يفصلنا عن موعد آخر أجل للتوقيع سوى ساعات قليلة». أمام هذا الطارئ اضطر مصطفى لتكثيف اتصالاته مع الرئيس، وعلى نفس المنوال سار بقية اللاعبين، الذين يصطدمون بنفس الرد «ابحثوا عن فريق واتركوا مسألة التفاوض للمكتب المسير بعد تعيينه». خاض اللاعب طلحة تجربة طويلة مع الوداد، فعلى امتداد ثمان سنوات تدرب على يد 15 مدربا، وعلى هذه الخلفية التاريخية يأمل أن يكون جزاؤه تسريحا بلا معاناة. وتتشابه قضية اللاعبين أومنصور ومنصور كما تتشابه أسماؤهما، فقد خرجا سويا من لائحة الزاكي وحلا بآسفي من أجل تغيير الأجواء البيضاوية بالعبدية، لكن مصيرهما ظل معلقا بين المدينتين، مما اضطرهما إلى وقف تداريبها وانتظار ما ستسفر عنه الساعات الأخيرة. ويعيش اللاعب زكرياء عودان بدوره محنة البحث عن المستقبل، بنفس القلق الذي يسيطر على زميله عمر باحفيظ، كما يبحث لاعبون آخرون أنهوا فترة الإعارة عن ملاذ يقيهم من الضياع. ومما زاد الأمور تعقيدا أن المكتب المسير اتخذ قرارا يقضي بإقصاء اللاعبين المذكورين من نصيبهم من منحة دوري كأس أبطال العرب، وهو ما اعتبروه ضربة موجعة رفعت حجم المعاناة، بينما قال أحد المسيرين الوداديين إن تسوية مشكل المستحقات المالية العربية يتوقف على مسار اللاعبين ومحطتهم القادمة.