عادت الشركة الفرنسية لصناعة الطائرات «داسو»، التي تصنع طائرات «رافال»، بعد أسبوع من توصل المغرب بأربع طائرات من نوع «إف 16»، أمريكية الصنع، من أصل 24 طائرة جرى الاتفاق على اقتنائها من شركة «لوكهيد مارتن»، لتقدم رواية أخرى بررت بها فشلها في إقناع المغرب باقتناء طائراتها بدل الطائرات الأمريكية وربطت الأمر «بارتفاع سعر الأورو مقابل الدولار الأمريكي». وقال سيرج داسو، الرئيس المدير العام في تصريحات نُسِبت إليه «إن المشكل يكمن في أننا نبيع بالأورو، ولهذا نبيع بسعر أغلى، وهذا ما يضعنا في منافسة غير متكافئة مع الإنجليز أو الأمريكيين، رغم أننا نتوفر على الطائرة الأفضل في العالم». وقالت مصادر من الشركة إن ما سبّب خسارة الصفقة مع الرباط هو تيه الفرنسيين في ما يخص مسألة التمويل، وقد اعتبرت فرنسا، التي كانت تعول على قرابتها التاريخية من المغرب، أن مسالة اقتناء الرباط طائراتها مسألة محسوم فيها على اعتبار أن الأمر يتعلق بعقد سيوقع بالتراضي، إلا أن الأمريكيين، الذين لم يصرفوا ولا دولارا واحدا على هذا العقد، استطاعوا أن يقنعوا الرباط باقتناء طائراتهم «إف 16». وينضاف هذا التبرير الجديد إلى مبررات سابقة كانت الشركة الفرنسية قد قدمها في وقت سابق شارل إيديلستين، المدير العام للشركة، إذ قال إن خسارة فرنسا صفقة الطائرات الحربية «رافال» مع المغرب سنة 2007 تعود إلى الجانب الفرنسي، لأن «فريق فرنسا لم يعمل بشكل جيد واستفاد الأمريكيون من ذلك. وقد كانت لدى المغاربة رغبة في شراء الطائرة الفرنسية «رافال». لكننا استخلصنا الدروس من هذه الواقعة وتم خلق خلية على مستوى الرئاسة الفرنسية التي تنسق وتشجع بيع الأسلحة إلى الخارج». وأضاف إيديلستين أن بيع الطائرات الحربية عمل سياسي، والسياسيون هم من يبيعون هذه الطائرات للخارج. وتعول المجموعة الفرنسية، التي فقدت زبناء آخرين بالإضافة إلى المغرب، وهم سنغافورة وكوريا الجنوبية، على إتمام صفقات مع عدد من الدول، لتطرد «النحس» الذي يلازم طائراتها وتسعى إلى إتمام صفقتها الموقعة مع البرازيل سنة 2009، قبل أن تغير وجهتها نحو طائرات «إف 18»، التي تصنعها «بوينغ»، كما أنها تعول على صفقاتها مع ليبيا والسويد والهند، فضلا على الكويت، والإمارات العربية المتحدة التي زارها نهاية الأسبوع الماضي، فرانسوا فيون، الوزير الأول الفرنسي، لبحث تسويق الطائرة الفرنسية، مقابل أن تقبل باريس بتمكين شركات الطيران الخليجية من حقوق للنقل الجوي وعددمن الامتيازات.