أقدم تسعة شباب مغاربة على المغامرة بحياتهم من أجل بلوغ الأراضي الإسبانية. وقام الشباب التسعة، وجلهم يتحدرون من الجهة الشرقية، بالسباحة في عرض البحر أكثر من ميل من أجل اعتراض طريقة عبارة إسبانية تربط بين ميناءي بني انصار بالناظور وألميريا بالجنوب الإسباني. وولج الشباب، حسب بيان للحرس المدني الإسباني، البحر الأبيض المتوسط من سواحل قريبة من مدينة بركان، وقطعوا سباحة مسافة تزيد عن الميل البحري من أجل الوصول إلى العبارة الإسبانية، التي كانت تستعد في تلك اللحظات للتوجه نحو ميناء ألميريا. وكانت خطة الشباب المغاربة تقضي بالوصول إلى العبارة قبل انبلاج الفجر والتعلق بها، وإذا كان ممكنا التسلل إليها من أجل تحقيق حلمهم في بلوغ الأراضي الإسبانية، ولو بشكل سري. ولسوء حظهم، فطنت عناصر من الحرس المدني الإسباني بأمرهم حين بلغت العبارة الإسبانية نقطة لا تبعد عن مدينة مليلية السليبة سوى بأقل من نصف ميل بحري. وعلى الفور، انتقلت وحدة خاصة من الحرس المدني على متن مركب خاص بمثل هذه العمليات، وقامت بدورها باعتراض العبارة، وإيقاف الشباب المغاربة، لينقلوا جميعهم في صحة جيدة نحو مقر الحرس المدني الإسباني بمدينة مليلية. وقالت السلطات الأمنية الإسبانية بمدينة مليلية، التي اعترفت بأنها قليلا ما تنجح في إحباط عمليات هجرة سرية من هذا النوع، إن الشباب التسعة أكدوا في التحريات الأولية، التي أجريت في هذه القضية، أنهم كانوا على استعداد للمغامرة بحياتهم في سبيل بلوغ الديار الإسبانية، ولو تطلب الأمر قطع المسافة الفاصلة بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا سباحة، حسب بيان الحرس المدني الإسباني عقب إلقاء القبض على هؤلاء الشباب. وعمدت السلطات الأمنية الإسبانية، بعد ذلك بساعات، إلى تسليم الشباب الموقوفين، على غرار المعمول به في مثل هذه الحالات، إلى نظيرتها المغربية.