أضحت النقطة الحدودية باب سبتة، قرب مدينة تطوان، من أهم النقط الساخنة لتهريب المخدرات بالمنطقة الشمالية للبلاد، إن لم تكن أهم نقطة تهريب بالمغرب ككل، إذ صارت عمليات ضبط المخدرات بهذه المنطقة –خاصة صيفا- تتم بصفة شبه يومية. آخر محاولات إدخال المخدرات إلى المغرب، التي تم ضبطها بالمعبر الحدودي المذكور، كانت عملية ضبط مزدوجة، عندما تم إيقاف شخصين في نفس اليوم، حيث تمكنت عناصر الفرقة الحدودية المشتركة لعناصر الأمن الوطني والجمارك، يوم الاثنين المنصرم، من ضبط 100 كيلوغرام من مخدر الشيرا، في حوزة مواطن مغربي يبلغ من العمر 30 سنة كان صحبة زوجته، وقد أخفاها داخل السيارة التي كان يقودها والمرقمة بإسبانيا. وفي نفس اليوم تمكنت الفرقة ذاتها من إحباط محاولة تهريب ثانية لمخدر الشيرا، هذه المرة كان وراءها مواطن فرنسي يبلغ من العمر 62 عاما، حاول إدخال 50 كيلوغراما من المخدرات مخبأة داخل سيارته المرقمة بفرنسا، وتم تسليم الموقوفين للشرطة القضائية. وتعرف النقطة الحدودية باب سبتة، محاولات مسترسلة لتهريب المخدرات وخاصة خلال فصل الصيف، إذ لوحظ تضاعف العمليات التي يتم ضبطها بهذه المنطقة انطلاقا من شهر ماي، ويكون وراء هذه العمليات في الغالب، مواطنون مغاربة مقيمون بالمهجر، وحاملون لجنسيات أوروبية، وكذا مواطنون أجانب وخاصة من إسبانيا وفرنسا، إضافة إلى بعض الحالات التي يتورط فيها أشخاص من جنسيات أخرى. فمثلا، عند بداية فصل الصيف من هذه السنة، تم ضبط مواطنة ليتوانية شابة تبلغ من العمر 21 عاما، وبحوزتها 30 كيلوغراما من مخدر الشيرا –النوع الأكثر تهريبا بباب سبتة- كانت قد خبأتها داخل خزان وأنبوب السيارة التي كانت تقودها والمرقمة ببريطانيا. وتكون المخدرات المهربة من نقطة باب سبتة الحدودية، غالبا، مخبأة بإتقان داخل سيارات مرقمة بأوروبا، وفي أماكن غير معتادة، كالمرايا الجانبية للسيارة، وخلف لوحة الترقيم، وداخل خزانات الوقود. وتعد النقطة الحدودية باب سبتة، من أكثر النقط الحدودية حساسية دوليا، بحكم فصلها عن باقي التراب المغربي، فالمدينة المحاطة بمياه البحر الأبيض المتوسط من 3 جهات، تمتاز بمينائها الحيوي الذي يعد حلقة وصل أساسية بين إسبانياوالمدينةالمحتلة، خاصة على المستوى الاقتصادي، وتشكل المدينة هدفا أساسيا لتجار ومهربي المخدرات صوب شمال إفريقيا، الأمر الذي يطرح سؤالا عريضا حول الجهة التي يجب عليها تحمل المسؤولية الأكبر في منع تهريب المخدرات، في ظل دعوات مغربية لتحمل الجانب الإسباني لمسؤولياته في منع تسرب المهربين عبر النقطة الحدودية.