بعد أن شكل الملك المغربي استثناء في جولة وزيرة الخارجية الأمريكية في دول المغرب العربي، بعدم استقبالها كما حرص على ذلك قادة كل من ليبيا وتونس والجزائر، عاد ليودع رئيسة الدبلوماسية الأمريكية، بإرساله باقة عملاقة من الزهور، بعلو خمسة أمتار، إلى طائرة الوزيرة الأمريكية، مع علبة من الشوكولاتة من أجود الماركات الفرنسية، تقاسمتها رايس مع مرافقيها على متن الطائرة. ونظرا لتصادف الجولة مع شهر رمضان، كانت الوزيرة الأمريكية مضطرة، في جل محطاتها المغاربية، إلى الجلوس إلى موائد مضيفيها، فشاركت الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وجبة إفطاره ليوم السبت، بينما جلست إلى مائدة سحور الوزير الأول المغربي عباس الفاسي، فتناولت من مائدة بوتفليقة بعض المقبلات، نظرا لحرصها على رشاقتها، فيما اختارت الوجبة الرئيسية على مائدة الفاسي بالرباط، لتخلد إلى النوم حوالي الساعة الثانية صباحا. التجربة الرمضانية الأولى لرايس خلال هذه الجولة كانت في طرابلس، حيث دعاها العقيد معمر القذافي إلى مطبخه العائلي في جناحه الخاص، حيث شاركته الإفطار. بينما اضطر حراسها الشخصيون إلى الانتظار خارج هذا الجناح من إقامة الرئيس الليبي. هذا الأخير لم يخف إعجابه بالوزيرة الأمريكية، من خلال مناداتها ب«ليزا» وإهدائها آلة عود ومجوهرات نفيسة، من بينها قلادة تفتح لتكشف عن صورة القذافي، كما لم ينس إهداءها نسخة من كتابه الأخضر. أما في تونس، فإن ما أثار انتباه رايس ومرافقيها هو القصر الفخم الذي استقبلها فيه الرئيس زين العابدين بن علي؛ وخاصة مجموعة السيارات الفاخرة المتوقفة في باحته.