حرم فريق أولمبيك مارسيليا نظيره ليل من التتويج بكأس السوبر الفرنسية لأول مرة، وضيع عليه فرصة تحقيق ثلاثية كادت تكتمل بعد فوزه بالدوري والكأس في الموسم الماضي، في مباراة عرفت فصولا مثيرة أمام أزيد من 33 ألف متفرج، وكادت تحسم بضربات الترجيح لولا إعلان الحكم الدولي المغربي بوشعيب لحرش عن ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع أثارت احتجاج لاعبي ومسيري ليل الذين رفضوا الصعود إلى منصة التتويج تعبيرا عن غضبهم من القرار. وعاش مركب طنجة الجديد أجواء خاصة، شهدت تجاوب الجمهور المغربي مع فصول الطبق الكروي المستورد، الذي حسم لفائدة أولمبيك مارسيليا بخمسة أهداف مقابل أربعة، بعد ضربة الجزاء التي قلبت موازين المواجهة ومنحت لقب السوبر للمارسيليين بعد أن كانت كل المؤشرات في الجولة الثانية ترجح كفة ليل. وعرفت الجولة الأولى من المباراة سيطرة ميدانية لأولمبيك مارسيليا، لكنها كانت عقيمة، إذ بادر لاعبو ليل عبر حملات مضادة سريعة، إلى افتتاح حصة التسجيل وتحقيق سبق رقمي على امتداد أطوار المواجهة. ورجحت الدقائق الأخيرة من المباراة كفة المارسيليين، الذين كانوا مؤازرين من طرف الجمهور المغربي، من خلال إحرازهم لثلاثة أهداف عاد بعدها ليل ليعدل النتيجة قبل أن يحسم اللقاء بهدف في الأنفاس الأخير وصب أجج غضب عناصر ليل بعد ضربة جزاء قلبت كل الموازين. وألقى الطاقم التقني لنادي ليل ولاعبوه جام غضبهم على الحكم المغربي، ليس لأنه أعلن عن ضربة جزاء في الوقت الميت، بل لأنه أشهر البطاقة الحمراء في وجه مدافع ليل شيدجو أورليان، علما أن البطاقات التي أشهرها الحكم في مباراة السوبر تأخذ بعين الاعتبار في مباريات الدوري الفرنسي، مما أثار غضب عناصر ليل. وألقى حادث تحطم الطائرة العسكرية المغربية بظلاله على أطوار المباراة، إذ وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الحادث المأساوي، ووافقت العصبة الاحترافية الفرنسية على تعديل برنامج المباراة بطلب من المنظمين المغاربة تضامنا مع أسر الضحايا، كما تم تنكيس العلمين المغربي والفرنسي في المركب الرياضي. وخلافا لكل التوقعات فقد عرفت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا، إذ بلغ عدد المتفرجين الذين أدوا ثمن التذاكر أكثر من 33 ألف متفرج، كما غابت جماهير الإلترات الفرنسية بينما شوهد عدد قليل من أفراد الجالية المغربية المقيمة في فرنسا، وأغلبهم كان يساند أولمبيك مارسيليا لاعتبارات ثقافية وجغرافية. وعرفت المباراة متابعة جماهيرية كبيرة من طرف وسائل الإعلام بمختلف أصنافها، إذ بلغ عدد الصحفيين الأجانب المنتدبين لتغطية أطوار المباراة، 26 صحفيا أغلبهم من القنوات التلفزيونية الفرنسية والمحطات الإذاعية، بينما بلغ عدد أفراد الطاقم الصحفي المغربي 70 صحفيا ومصورا.