تقدم (م.ط) إلى الدرك الملكي لرأس العين الشاوية وصرح بأن أحد الأشخاص استقدم تحت التهديد بواسطة سكين امرأة عارية تحمل حروقا في أنحاء مختلفة من جسمها إلى دوار أولاد عمى الطالب، وذكر أنه بمساعدة أبناء الدوار تمكن من تخليصها منه، ويتعلق الأمر ب(ز.ب) المزدادة والساكنة بحي الدشيرة بابن احمد. عند الاستماع إلى الضحية تمهيديا أفادت بأنها ربطت علاقة عاطفية مع المتهم لمدة تتجاوز عشر سنوات، وأصبحت تتردد عليه في مسكنه في الدوارالذي يقطن به، ويتصل بها جنسيا وكانت تقيم معه في منزله مدة قد تصل في بعض الأحيان إلى شهر، إلا أن المتهم وبعد زواجه تخلى عنها ثم عاد واستدعاها إلى منزله وأصبحت تتردد عليه بين الفينة والأخرى ويتصل بها جنسيا في منزله وخصها بغرفة هناك. وحسب أقوال الضحية فإن المتهم استدعاها كعادته إلى منزله واحتجزها في إحدى الغرف ثم ربط يديها ورجليها واعتدى عليها بإحراقها على مستوى فرجها ومؤخرتها وفخذيها، كما بتر جزءا من شفتيها بواسطة ملقاط، موضحة أن هذه العملية تكررت عدة مرات واستمرت عملية الاحتجاز عدة أيام، مضيفة أن جميع الأفعال تمت بحضور زوجة المتهم، وبتاريخ 26 شتنبر 2007 أخرجها عارية تحت التهديد بواسطة سكين واقتادها على هذا الحال إلى دوار مجاور على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات فتدخل عدد من سكان الدوار المذكور وخلصوها من قبضته. اعتراف الزجة وعند الاستماع إلى زوجة المشتكى به، تمهيديا، أفادت بأن زوجها كان على علاقة غير شرعية مع المشتكية وبعد زواجهما ( المتهمين) اشتد حقد وغضب المشتكية (الضحية) فأصبحت تتردد على خليلها، وهددته بالانتحار الشيء الذي جعل هذا الأخير يستسلم ويسمح لها بالبقاء في إحدى غرف المنزل، ولما طالبتها زوجة المتهم بأن تترك زوجها وشأنه هددتها (الضحية) بقتلها هي ووليدها، فاشتد غضب الزوج عند سماعه الخبر، فاعتدى عليها (الضحية) بالضرب والجرح كما احتجزها في إحدى غرف المنزل وقام بتعذيبها. وأوضحت زوجة المتهم بأنها لم تعاين ذلك إلا أنها كانت تسمع صراخها، مضيفة أنها حاولت أن تشعر رجال السلطة بذلك إلا أن زوجها هددها. أكد المتهم تمهيديا كل ما جاء على لسان المشتكية، موضحا أنه احتجزها داخل إحدى غرف المنزل واعتدى عليها بالتعذيب بإحراقها، وأضاف أنه أخرجها وهي عارية الجسم واقتادها إلى دوار مجاور للتشهير بها وأضاف أنه لم تكن له نية إزهاق روحها وقتئذ. أفاد الشاهد (ط.ط) بأنه كان نائما حينما أيقظه ابنه حوالي الساعة السابعة صباحا وأشعره بأن امرأة عارية الجسم قادمة نحو الدوار، عندئذ شاهد الضحية التى كانت تحمل حروقا في جميع جسمها كما شاهد المتهم يتقدمها وهو يحمل سكينا.. وعن الأفعال المنسوبة إليه اعترف المتهم ابتدائيا بأنه احتجز الضحية في المنزل الذي كان يقيم فيه أخوه، موضحا أنه احتجزها مرتين، استمرت مدة الاحتجاز في المرة الأولى ثلاثة أسابيع وفي الثانية أسبوعا واحدا، مضيفا أنه هو الذي تسبب لها في الحروق الظاهرة على جسمها، وأضاف أنه استعمل ملقاطا في بتر إحدى شفتي الضحية، ثم أخرجها حوالي الساعة التاسعة صباحا شبه عارية تحت التهديد بواسطة سكين، مؤكدا أنه لم يكن ينوي قتل الضحية وقت الاعتداء عليها. وعن الأفعال المنسوبة إليها أجابت زوجة المتهم بأن زوجها والضحية كانت تربطهما علاقة غير شرعية قبل زواجها، موضحة أن زوجها احتجز فعلا الضحية داخل منزل خارج منزلها وأغلق بابه بواسطة مفتاح لمدة شهر في المرة الأولى تم لمدة أسبوع في المرة الثانية، وأضافت أن زوجها اعتدى على الضحية بإحراقها كما أنه بتر جزءا من شفتيها بواسطة ملقاط وأكدت أن الضحية كانت تقيم وحدها في منزل مستقل خاص بها. تعذيب وانتقام أدرجت القضية أمام غرفة الجنايات في عدة جلسات ناقشت فيها هيئة المحكمة ظروف القضية وملابساتها والظروف المحيطة بها، وتوبع خلالها المتهم من أجل جناية الاحتجاز المصحوب بالتعذيب وهي الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل438 من القانون الجنائي. وصرح المتهم خلال مرحلة التحقيق بأنه احتجز الضحية مرتين، الأولى ثلاثة أسابيع والثانية أسبوعا واحدا، موضحا أنه هو الذي تسبب لها في الحروق الظاهرة على جسمها بواسطة المالوجة والوتد المحجوزين، وأكد أنه أخذ ملقاطا وبتر به إحدى شفتي الضحية ثم أخرجها شبه عارية تحت التهديد بواسطة سكين. وأفاد الشاهد (ط.ط) خلال مرحلة التحقيق بأنه شاهد الضحية عارية وكانت تحمل حروقا في جميع جسمها، كما شاهد المتهم يتقدمها ويحمل سكينا. وحيث إن المتهم تم إيقافه من طرف سكان أحد الدواوير عندما كان يسوق الضحية عارية وبيده سكينا وأن أحد السكان دخل المسجد واستعمل مكبر الصوت ونادى على السكان وطلب الاستغاثة، وعندما حضر سكان الدوار انتزعوا السكين من المتهم وخلصوا الضحية، بعدما ضبطوه يسوق الضحية عارية قهرا، والتي تعرضت للإحراق في مختلف أنحاء جسمها من طرفه ولاسيما في جهازها التناسلي وفخذيها ومؤخرتها كما أنه بتر إحدى شفتيها، ثم إن الشاهد (ط.ط) أكد أنه شاهده وهو يسوق الضحية المصابة بجروح في جميع جسدها، وقد عرضت عليه هذه الشهادة أيضا ولم يستطع دحضها بأية حجة مخالفة. وقد قضت غرفة الجنايات بمؤاخذة المتهم من أجل الاحتجاز المصحوب بالتعذيب بعد مناقشة ملف القضية وثبوت التهم المنسوبة إليه وحكمت عليه بعشرين سنة سجنا نافذا..