طالب مرضى مصابون بسرطان الدم «اللوكيميا المزمنة» كلا من مؤسسة الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس) ووزارة الصحة بتعيين أطباء يصفون لهم الدواء الجنيس الذي يناسب حالاتهم الصحية، بعد أن امتنع الأطباء المشرفون على وضعيتهم الصحية عن وصف هذه الأدوية، شريطة أن يتحملا مسؤوليتهما في حال تسبب ذلك في وفاة المرضى، موضحين أنه ليس لديهم أي اعتراض على الدواء الجنيس إذا أثبت فعاليته، خاصة أن المريض لديه كامل الأحقية في التداوي بالدواء الأصلي في حالة عدم استجابته للدواء الجنيس. واستغرب مرضى سرطان الدم المعاملة التي يعامَلون بها من طرف الوزارة و«كنوبس»، حيث أكدوا، في زيارة لمقر «المساء»، أنهم يتجرعون مرارة التنقل، رغم المرض، دون أن يتوصلوا بأي جواب عن الطلبات التي قدّموها، والتي تشرح معاناتهم. ويعتزم المرضى وأولياؤهم تنظيم وقفة احتجاجية في ال27 من الشهر الجاري أمام الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي ووزارة الصحة احتجاجا على تجاهلهما معاناتهم منذ أن تم اتخاذ قرار وقف علاجهم بالأدوية الأصلية واللجوء إلى اعتماد الأدوية الجنيسة. وفي توضيح ل«كنوبس»، سبق ل«المساء» أن توصلت بنسخة منه، فإن ما جاء على لسان هؤلاء المرضى يعد في نظر الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي «حملة» يقوم بها أحد المختبرات للحفاظ على احتكاره السوق المغربية عبر بيعه دواء «GLIVEC»، الذي يصل سعره إلى أكثر من 27 ألف درهم ل120 مستفيدا، بكلفة إجمالية تتعدى 39 مليون درهم. وقد اعتبر مرضى سرطان الدم هذا التوضيح بمثابة اتهام صريح لهم بالتواطؤ مع المختبرات المختصة في بيع دواء «GLIVEC»، مؤكدين أن العديد من المرضى توقفوا عن أخذ هذا الدواء بعد عجزهم عن تحمل ثمنه الباهظ، الذي يُشكّل، في نظرهم، عبئا ثقيلا على جيوبهم. كما أكد المرضى أن هناك مرضى لا يستجيبون للدواء الأصلي «GLIVEC»، وبالتالي عليهم تغيير الدواء وأخذ دواء آخر يدعى «TASIGNA»، الذي يقول أب إحدى المصابات بسرطان الدم المزمن، إنه أغلى ثمنا، إذ تصل تكلفته إلى 33710 دراهم شهريا، مضيفاَ أن ابنته (18 سنة) لم يتوافق جسدها مع الدواء الأصلي «GLIVEC» فاضطر الطبيب إلى وصف «TASIGNA» باهظ الثمن، ومع ذلك «قمت بشرائه واقترضت لأجل تسديد ديونه على أساس أن «كنوبس» سيقوم بتعويض الفرق، لكنني صدمت حين أخبروني أن هذا الدواء لا يتم تعويضه»، يقول والد الفتاة. وكما يؤكد المرضى، فقد بدأت «المشاكل» عندما تم رفض تعويضهم من طرف «كنوبس» عن الدواء الأصلي إثر قرار صادر عن وزارة الصحة يطالبهم باللجوء إلى الأدوية الجنيسة الأقل كلفة، لكنهم يتخوفون منها، بعد أن رفضها الأطباء، لغياب ضمانات تحمي المريض من مضاعفاتها، مما جعلهم قلقين من تدهور حالتهم الصحية، خاصة أنهم أصبحوا مثقلين بالديون، التي تراكمت عليهم، ما حذا بعدد منهم إلى وضع شيكات لدى الصيدليات، دون أن يتمكنوا من صرفها. فالإجراء الذي اتخذه «كنوبس» ووزارة الصحة، يقول أحد المرضى، لم يأخذ بعين الاعتبار مصير المصابين بسرطان الدم المزمن، الذين اعتادوا أخذ الدواء الأصلي «GLIVEC»، الذي تبلغ تكلفته 27 ألف درهم في الشهر الواحد، بينما لا يتعدى التعويض الذي يمنحه «كنوبس» 6400 درهم، وبالتالي يضيف المصدر ذاته، على المريض أن يؤدي الفرق، الذي يصل إلى 20000 درهم في الشهر، وإلا سيكون مصيره الموت، بعد أن يكون قد خسر كل أمواله من أجل تسديد نفقات العلاج.