على طول رقعة هذا الوطن العربي، وعلى امتداد المخاضات التي مر منها إنسانه من أجل التحرر والبقاء والكينونة، نواكب هذا الحراك الذي لم يفتر يوما منذ اشتعل مع أحلام النهضة العربية المؤجلة، من خلال زاوية خاصة: زاوية الكاريكاتور ومبدعيه. في هذه السلسلة ننفتح على تجارب رسامي كاريكاتور عرب سخروا ريشاتهم وفنهم للانخراط في نهضة أمتهم، غير أن حبهم لهذا الوطن لم يكن دائما ليشفع لهم ويكف عنهم الأيدي. فكثير من فناني الكاريكاتور قدموا أرواحهم فداء لريشاتهم وأفكارهم وأحلامهم، لكن الكثير منهم أيضا ألهم القراء والمتابعين وطبع ذاكرة وتاريخ الوطن العربي. في هذه السلسلة نسترجع محطات من حياة هؤلاء وفاء لهم ولفنهم النبيل.. عماد حجاج اسم لمع مؤخرا في دنيا الكاريكاتير العربي، عبر دمجه عدة تقنيات فن الكاريكاتير، واستعمال تقنيات برامج الحاسوب لرسم الكاريكاتير وتلوينه، مما مكنه من بلورة بصمة خاصة به، خصوصا بعد انتشار المواقع الاجتماعية ولغة «الإنترنت» التي تشكل مادة أساسية لأغلب كاريكاتيرات عماد حجاج. ولد عماد عيد حجاج برام الله سنة 1967.تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات بالأردن، وحصل في عام 1974 على أولى شهادة تقدير للرسم عن مسابقة مدرسية حول موضوع إحراق المسجد الاقصى.في عام 1986 التحق عماد حجاج بجامعة اليرموك لدراسة الفيزياء، ثم تحول عام 1988 إلى الفنون الجميلة ليحصل في عام 1991 على شهادة البكالوريا في الفنون الجميلة (فن الغرافيك) مع تخصص فرعي في الصحافة والإعلام. يتميز عماد بحس صحافي، إذ يلتقط بذكاء هموم المواطن وما يفكر فيه الشباب ويصوغها في قالب كاريكاتوري، يبتعد عن الكاريكاتير المباشر، مخاطبا ذكاء المتلقي.كما يبتعد عن السياسة االداخلية ويركز على هموم المجتمع، كما يهتم كثيرا بالتفاصيل الصغيرة التي تجعل من لوحة الكاريكاتير عملا ناجحا. نشرت أول رسومه عماد حجاج الكاريكاتورية في صفحات مشاركات القراء في صحيفتي «الدستور» و «صوت الشعب» ومنذ عام 1989 عمل رسام كاريكاتير سياسيا في جريدة «آخر خبر» الأسبوعية. وفي الفترة ما بين 1990 و1998 عمل في عدة صحف محلية وعربية، هي «القدس العربي» اللندنية، «الوطن» القطرية، «الدستور» و«العرب اليوم». وفي عام 1993 انتظم عماد حجاج كرسام يومي في جريدة «الرأي» وبقي فيها إلى غاية عام 2000 حيث فصلته إدارة الصحيفة على خلفية أحد رسومه، بالرغم من موافقة الجريدة على نشر الرسم. يعمل عماد حجاج الآن في جريدة «الغد» الأردنية، و«القدس العربي»، وتظهر رسومه أيضا على الموقع العالمي www.cartoonweb.com وموقع www.politicalcartoons.com وعلى موقع خاص به لقي نجاحا واسعا على المستوى العربي يسمى: www.Mahjoob.com. يتميز عماد حجاج بوجود شخصية محورية في رسومه أسماها «أبو محجوب»، تعبر عن الإنسان الأردني البسيط وآماله وتطلعاته ومشاكله. وقد لقيت هذه الشخصية نجاحا كبيرا على المستوى العربي، حيث حولها الرسام إلى سلسلة رسوم متحركة قصيرة و«كليبات» يتم تبادلها عبر الهواتف النقالة.