اهتزت ساكنة الجماعة القروية سيدي محمد بن رحال، عاصمة قبيلة أولاد بوزيري، على وقع فضيحة مدوية بالوكالة البريدية بالجماعة، التي تبعد عن مدينة سطات بحوالي 30 كيلمترا، حيث تفاجأ زبناء الوكالة، يوم الأربعاء الماضي، بتبخر ودائعهم المالية التي كان معظمهم يعتزم توظيفها في عدة أغراض شخصية، تتعلق أساسا بالبناء أو الاستجمام بعيدا عن حرارة فصل الصيف التي تعرفها المنطقة. وتجمع العشرات من المتضررين أمام باب وكالة بريد المغرب، بعد انتشار خبر اختفاء الأموال المودعة بحساباتهم، حيث لم يصدق معظمهم ما وقع وذهل من هول ما سمع من الموظفين بالوكالة في غياب جواب مقنع يخفف عنهم هول الصدمة، ولم يجد هؤلاء الموظفون ما يردون به على الزبناء المتضررين في غياب المسؤول الأول عن الوكالة، الذي يفيد مصدر مطلع أنه في عطلة. وتجدر الإشارة إلى أن لجنة تفتيش كانت قد زارت مقر الوكالة، في الأيام القليلة الماضية، ووقفت على بعض الاختلالات التي تتعلق أساسا بتدبير شؤون الوكالة وسوء تسييرها، حسب نفس المصدر. ومن خلال تصريحات استقتها «المساء» من جملة من الزبناء المتضررين، فإن حجم الودائع التي اختفت بطريقة غامضة تجاوزت 220 مليون سنتيم، وتتراوح المبالغ المفقودة لمجموعة من الزبناء ما بين 4000 درهم و80000 درهم، وسجلت «المساء» استياء مجموعة من الزبناء، الذين ظلوا بجانب الوكالة يبكون حظهم العاثر، خاصة «مي هنية» التي صرحت بأنها ظلت تجمع منذ سنة 1999 ما يجود المحسنون به عليها من صدقات وتضعه في حسابها، لتكتشف في النهاية أن رصيدها الذي يصل إلى 10 مليون سنتيم ذهب أدراج الرياح، فيما صرح متضرر آخر بأنه وضع مبلغا ماليا في دفتر التوفير طمعا في فائدة منتظرة لكنه تفاجأ بأن أمواله المسجلة في الدفتر غير مسجلة في الحاسوب المخصص للأرصدة وأنه كان ضحية «السيستام». وفي تدخل وقائي وبغية تهدئة الوضع انتقل إلى وكالة البريد ممثل السلطة المحلية وبعض عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، وتم فتح المجال لاستقبال الشكايات المتعلقة بالموضوع، حسب مصدر مطلع. هذا، وقد سجلت «المساء»، التي عاينت احتجاجات المتضررين إلى جانب وسائل إعلام أخرى، تحفظ موفد المديرية الجهوية للبريد بسطات عن إعطاء أي توضيح أو بيان حول الموضوع ورفض استقبال الصحافة التي كانت تنوي تنوير الرأي العام حول ما إذا كان الأمر يتعلق بخطأ في المنظومة الإعلامية أو غيره، ولدى اتصال «المساء» بالإدارة الجهوية للبريد بسطات لاستفسار المدير الجهوي حول ما يجري بالوكالة المذكورة عن الأمر قوبلت زيارتها بمجموعة من الاستفزازات، خاصة من حراس الأمن الخاص المكلفين بالسهر على أمن المديرية.