في جريمة بشعة يندى لها الجبين، تناسى طبيب العهد الذي أخذه على نفسه بأن يحترم آداب مهنته ويصون عرض غيره ويستر عورات مرضاه، وغرس رأسه في الرمال ودفن ضميره حياً وخلع الثوب الأبيض ليتلفع بالرذيلة ويحاول اغتصاب مريضة داخل المستشفى الذي ترقد فيه ليسطر بيده شهادة خيانته لمهنته . كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة فجراً، آلام مبرحة انتابت جسد الزوجة الشابة، صداع حاد يكاد يفتك برأسها، في لمح البصر تبدل حالها وكانت على شفا حفرة من الموت، أسرعت وأيقظت زوجها الشاب، جميع أبواب العيادات الخاصة مغلقة والمستشفى الحكومي الخارج منه بالفعل مولود، حسبما اعتقد الزوج، ما هو السبيل لإنقاذ رفيقة العمر وأم الأبناء وشريكة الحياة بحلوها ومرها? تذكرالزوج ذلك المستشفى الخاص بمنطقة المقطم، فقد سمع الكثير عن نظامه والخدمة العالية به، ولكنه لم يسمع عن سلوكيات الأطباء بداخله، لم يكن أمامه من سبيل سوى حمل زوجته، والهروب بها إلى ذلك المستشفى، المهم هو إنقاذها، توجه الزوج إلى قسم الاستقبال ودفع كل ما طلب منه وأوصلته الممرضة إلى حجرة الطبيب المعالج المختص في الأمراض الباطنية، طرق الباب ومعه زوجته التي كانت تصارع الموت، فاستقبلهما شاب في بداية العقد الثالث من العمر يرتدي وزرة بيضاء ونظارة، وكل ذرة في وجهه ومظهره تشهد بأنه طبيب. حدثه الزوج عن آلام زوجته المبرحة التي أحست بها، بينما الزوجة لم تتفوه بكلمة واحدة من شدة تعبها، تمددت على السرير، وبدأ الطبيب في فحصها، فطلب من زوجها إجراء أشعه لها في التو واللحظة، وعلى وجه السرعة قام الزوج بدفع كل نقوده للمستشفى ولم يتبق لديه مليم واحد، وطلب الطبيب من الزوج دفع تكاليف الأشعة قبل إجرائها، سأل الزوج الطبيب عن إمكانية تأخير الأشعة ساعتين على الأكثر حتى يستيقظ أشقاؤه ويطلب منهم ما يريده من مال، فأخبره الطبيب أن كل دقيقة تمر تشكل خطراً على حياة زوجته . حينئذ، تذكر الزوج بطاقة الائتمان الخاصة، وطار إلى أقرب بنك لجلب الأموال وإنقاذ شريكة عمره، ابتسم الطبيب، فقد تمكن من إزاحة الزوج، ليخلو له الجو مع المريضة البائسة، التي أمسكت بزوجها وطلبت منه عدم تركها بمفردها وكأنها كانت تشعر بما سيقع لها، وتعلقت عيناها به بينما انسابت الدموع على وجنتيه، هل هي نظرة الوداع الأخيرة أم ماذا؟ البيت سيخرب بعدها والحياة لا تطاق بدونها، وعدها بأنه سيرجع في دقائق معدودة وهرول إلى أقرب بنك. تنفس الذئب البشري الصعداء وطلب منها الاسترخاء لإعادة الكشف عليها وأغلق الحجرة بالمفتاح من الداخل، وعندما سألته عن السبب قال لها: «ألا تسمعين عن البلطجية الذين يهجمون على المستشفيات بالأسلحة النارية والبيضاء ويقتلون الأطباء» لكن شيئا ما بداخلها كان يؤكد لها أنه شيطان وليس طبيباً، بدأ جسدها يرتعد خوفا وتشجنت الكلمات بداخلها، بدأ يجردها من ملابسها بدعوى تجهيزها لأخذ الأشعة، لم تقدر على مقاومته كتم بيده أنفاسها وحاول اغتصابها بالقوة، سقطت على الأرض ثم حاولت الوقوف لكنه جذبها مرة أخرى ولم يرحم مرضها حتى هتك عرضها بالقوة . وعاد الزوج بسرعة بعدما سحب نقوده وسمع أصوات صراخ زوجته «يا للحظ التعس هل زادت آلامها إلى هذه الدرجة» طار إليها في لمح البصر لكنه وجد الباب مغلقا، نادى على الطبيب بأعلى صوته، توسل إليها أن تزحف بعيداً حتى يكسر الباب، أين ذهب الطبيب هل مات وهو يعالجها، بعد ذلك قام الزوج والأهالي بكسر الباب . كان المشهد مأساوي، فقد كانت المريضة على الأرض وملابسها ممزقة، أدرك الزوج أن الطبيب ارتكب جرماً في حق زوجته أقسم أن ذلك اليوم هو الأخير في حياة الطبيب الخائن، وجدوا الطبيب في شرفة الغرفة مختبئا في ركن فيها خلف الستارة، إلا أن الأهالى منعوا الزوج من قتله، واكتفوا بتقييده بالحبال وسلموه إلى قسم شرطة الخليفة وأحيل البلاغ إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق .