يرجع محمود سالم المحمودي اللاعب السابق للوداد البيضاوي بالذاكرة إلى الوراء، لسنة 1997حين كان يخوض تجربة احترافية في سلطنة عمان، يروي سلسلة حكايات ظلت عالقة بالذهن، سيما في علاقته مع محيط جديد، بمدينة صور التي على الرغم من صغرها عاش المحمودي معارك الديربي، كما تحول في ظرف وجيز إلى نجم ليس في فريق العروبة بل في نادي صحار أيضا. «تعاقد مسؤولو العروبة العماني، وهو الفريق الذي واجه الوداد البيضاوي العام الماضي في منافسات دوري أبطال العرب، مع مدرب سلوفاكي وكان يشعر بالقلق حين يستدعيني المسؤولون لمجالستهم، وفي تلك الفترة دب بيننا الخلاف وحاول قدر الإمكان التعامل معي كلاعب مجلوب مطلوب منه تسجيل الأهداف، وكان يدعوني للحصص التدريبية صباحا ومساء، رغم حرارة الطقس والرطوبة المرتفعة في مدينة صور، ومن الصدف أن الفريق تعاقد مع لاعب سينغالي لا يتقن سوى الفرنسية، لهذا طلب مني المدرب لعب دور المترجم، من أجل تأمين التواصل، كانت فرصتي مواتية للانتقام من المدرب، فكنت أترجم كلام المدرب بشكل معكوس مما أجج الغضب بين الطرفين، ليس من شيمي أن أتعامل بهذا الشكل، لكنه مجرد رد فعل ضد رجل كان يعامل الأفارقة كحشرات، لحسن الحظ أن المسؤولين سرعان ما تداركوا الأمر وأبعدوه عن الفريق، منذ ذلك الحين وحكاية الترجمة المعكوسة تثير فينا نوبة ضحك». لم تتوقف المواقف الطريفة في مدينة صور العمانية، فقد شهد لقاء ديربي بين فريقي المدينة حدثا لا يقل طرافة عن سابقه. «كان فريق العروبة الذي لعبت له بضم لاعبا غريب الأطوار، يدعى خلفان زيد، وكان عميد الفريق ومن ابرز العناصر رغم تقدمه في السن، خلال هذه المباراة القوية وقع اصطدام بين مهاجم من صور، ومدافع فريقنا العروبة، سقط الخصم أرضا وبدأ الحكم يبحث عن اللاعب المعتدي وهو مطوق بلاعبي الفريقين، حينها صاح خلفان في وجه لاعبنا الذي اصطدم مع مهاجم صور تأنيبا علنيا، وقال له «دائما أحذرك من اللعب الخشن»، حينها بادر الحكم على الفور في إشهار الورقة الحمراء وأكملنا المباراة بنقص عددي، كان هذا اللاعب غريب الأطوار فما أن يعلن الحكم عن نهاية الجولة الأولى حتى يهرع لمستودع الملابس، ويدخن سيجارته بهدوء، لقد كان يدرس الفلسفة ويجمع بين الكرة والفكر حيث يبدع فيهما معا». يفخر المحمودي بإسهامه في انتقال العديد من اللاعبين المغاربة نحو سلطنة عمان. «اقترحت على مسؤولي الفريق انتداب مهاجم الفتح الرباطي حسن تروة، وكان توقيعه للفريق يتوقف على تأهلنا لمنافسات الكأس، كنا منهزمين بهدف لصفر في الجولة الأولى، وفي الشوط الثاني سجلت هدفين، وساهمت في انضمام صديقي للفريق، وفي نفس الموسم فزنا بالكاس».