هل فعلا أن الكنوز الموجودة في باطن الأرض مملوكة من قبل الجن؟ وما موقف الدين الإسلامي من استغلالها؟ فكرة أن الكنوز يتسلط عليها الجن ويملكها ويتحكم بها هي فكرة من أصلها باطلة ابتدعها النصابون ليأكلوا بها أموال الناس ويخدعون بها المغفلين، فالكنوز هي حقيقة عبارة عن مال مدفون في الأرض، وقد قص الله تعالى قصة موسى والخضر عليهما السلام وهما نبيان ، يقول تعالى «َأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» فسبب هذا القول هو أن الخضر وجد جدارا يسقط فأصلحه فسأله موسى لماذا؟ فقال لأن تحته كنزا لطفلين وهما صغيران ، إذا نفهم أنه من الحقيقة التاريخية، الكنز موجود من قديم الزمان وله حالتان إما أن يكون كنزا معلوما بمعنى الذي قام بدفنه يترك وصية لأولاده تدلهم على مكان الكنز وإما أن يكون الكنز مجهولا ليس له مالك وهذا في الشريعة يسمى الركاز، وزكاة من يعثر عليه هي 20 في المائة من هذا المال المعثور عليه. إذا فوجود الكنز هو حقيقة واقعية وهو أمر طبيعي، لكن النصابين أضافوا له مجموعة من الخرافات التي ابتدعوها لإيهام الناس أن هذا الكنز مملوك من طرف الجن، وبالتالي عليهم القيام بمجموعة من الطقوس لاستخراجه ومن ضمنها حضور الأطفال الزوهريين. ماهو الفرق بين الشخص العادي والشخص الزوهري ومن أين جاءت لفظة زوهري؟ كلمة زوهري المشعوذون والسحرة هم من ابتدعها، فالله عز وجل خلق البشر سواسية فهناك نصابون خدعوا الناس وأوهموهم بذلك وفي الأخير يختفون عن الأنظار، أما لفظة «الزوهري» فلم ترد لا في العلم ولا في التفسير ولا في الشريعة وإنما ابتدعها هؤلاء المشعوذون، الذين يوهمون الناس بضرورة شراء نوع من البخور قد يصل ثمنه إلى 3000 درهم لاستخراج هذه الكنوز. هل هناك حالات عرفها التاريخ الإسلامي عن استغلال الزوهريين في التنقيب عن الكنوز؟ هذه الظاهرة أصبحنا نسمع عنها مؤخرا والدين الإسلامي بريء منها، أما العثور على الكنوز فقد كان منذ قديم الزمان، ففي حديث لرسول الله (ص) أن رجلا اشترى أرضا فلما بدأ يزرعها وجد بها كنزا فذهب عند من اشتراها منه فأخبره بالأمر، فقال له: أنا بعتك الأرض بما فيها، فاحتكما إلى القاضي فقال لهما هل عندكما أولاد قالوا نعم فقال زوجوا الولد للبنت بذلك الكنز. ماهي حقيقة دخول الجن في جسد الإنسان؟ من الناحية الإسلامية ليس هناك ثابت على أن الجن يدخل في جسد الإنسان وهناك علماء أنكروا ذلك، ولكن هذه الظاهرة تخضع للتجربة والواقع فعندما نجد أن أشخاصا يتكلمون بأصوات غير أصواتهم، بحيث قد تكون المرأة أمية ولكنها عندما يغمى عليها تبدأ في قراءة القرآن وفي بعض الأحيان يكون الصوت صوت طفلة، فالأطباء النفسيون يفسرون ذلك تفسيرا غير مقنع عندما يقولون إنه العقل الباطن لهذا فليس هناك مانع يحول دون تملك الجن للإنس والدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام « إن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم» فمعناه أنه يدخل في جسد الإنسان، ومن يقولون بهذا الطرح يستدلون بقوله عز وجل في سورة آل عمران «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ» إذا فالطفل الذي يتم استغلاله لابد أن يؤذى لأنه سيخالط شعوذتهم. ماهو عقاب هؤلاء السحرة من الناحية الشرعية؟ السحرة في المذهب المالكي يقتلون وإذا قتلوا يجب أن يقتلوا ولو كانوا مائة، يقول الله عز و جل «لو أن أهلَ السماءِ وأهل الأرضِ اشتَرَكُوا في دمِ مُؤْمِنٍ لأكَبَّهُم اللهُ في النَّارِ» فالحكم الشرعي لهؤلاء هو القتل.