طالب خمسة مرشحين جدد لمباراة وكلاء سوق الخضر والفواكه في تمارة الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، بفتح تحقيق حول المباراة، بدءا من وقت الإعلان عنها ومرورا بتكوين أعضاء اللجنة المكلفة بإجرائها وظروف اشتغالها والمعايير المعتمَدة في الانتقاء، وانتهاء بما يدور في السوق من خروقات. ويأتي طلب فتح تحقيق في المباراة، حسب شكاية رفعها إلى وزير الداخلية كل من محمد إيريقي، جواد الغويلي، عبد الهادي جابون، عبد المجيد بن غنية وحفيظ الوحداني، بعد أن تمت إعادة تزكية المرشحين القدامى، الذين قضوا ست سنوات دون احترام القوانين. وأوضح المرشحون، في شكايتهم، أن «العضو الممثل للمجلس البلدي والرئيس صرح، في خرق للسرية اللجنة، أنه تمت، بالإجماع، إعادة تزكية اللجنة للوكلاء الأربعة الحاليين، في الوقت الذي أكد الكاتب العام للعمالة أن القرار النهائي لم يصدر بعد من قِبَل العامل». وحسب الشكاية، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، فإن أخبارا راجت قبل المباراة عن إعادة تزكية الوكلاء الأربعة الذين انتُدِبوا لمدة ست سنوات لولايتين متتاليتين منذ إنشاء السوق، من قبل بعض أعضاء اللجنة، وبالخصوص المحسوبين على المجلس البلدي، حيث كانت هناك أخبار عن عمولات بلغت ما يزيد على 300 ألف درهم. وكان المرشحون الأربعة قد تقدموا بشكاية إلى عامل عمالة الصخيرات -تمارة بمناسبة عقد اللجنة المكلفة بالبت في دراسة ملفات المرشحين بدون إشعارهم بتاريخ عقد الاجتماع (16 ماي 2011) الذي تم، حسب المرشحين، خارج الآجال القانونية، بعد أن انتهت مدة انتداب الوكلاء في 15 ماي الماضي، لكنْ دون أن يكون هناك أي تدخل. وفيما طالب المرشحون الأربعة وزارة الداخلية بإعادة النظر في القرار الوزاري المنظم لوكلاء السوق لفتح الباب أمام الفئة العاطلة عن العمل والحد من اقتصاد الريع، شدد مصطفى ثابت، فاعل جمعوي، في تصريح ل»المساء»، على ضرورة تدخل عامل تمارة في أقرب وقت قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا تُحمَد عقباه، مطالبا إياه بفتح تحقيق عاجل في مباراة وكلاء السوق، إذ قال إنه «إلى حد الآن، لم يتحرك عامل العمالة، رغم أن المدينة تعيش موتا سريريا»، مشيرا إلى وجود ما أسماه «لوبي فساد»، متكون من مسؤولين في العمالة ومستشارين جماعيين، يتحكم في المدينة وخيراتها. وفيما تعذر الاتصال برئيس اللجنة المكلفة بإجراء مباراة وكلاء السوق، قال عبد الهادي جابون، أحد المرشحين الخمسة، في اتصال مع «المساء»، إنه يحجب البحث في طبيعة العلاقة التي تجمع بين المستفيدين من صفقة 300 ألف درهم ومسؤولين على مستوى العمالة، الذين دافعوا بكل استماتة عن الوكلاء القدامى، مشيرا إلى أن الوكلاء الأربعة كانوا قد نظموا، يوم الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام عمالة تمارة وأنهم يعتزمون تنظيم أشكال احتجاجية أخرى في القادم من الأيام، في حال عدم إبداء أي تحرك من جانب السلطات المختصة بخصوص «التلاعبات» التي عرفتها المباراة.