بدأت مراكش تتخلص من تبعات الكابوس الرهيب الذي أرخى بظلاله عليها، بعدما أعاد إلى ذاكرتها أسوأ الأحداث التي عاشتها عبر التاريخ. ولعل الحدث الأبرز الذي أعادته تفجيرات مقهى «أركانة» إلى الأذهان هو حادث التفجيرات التي استهدفت فندق «أطلس أسني» في مراكش في غشت من سنة 1994، والتي أسفرت عن مقتل سائحين أجنبيين. وهكذا بدأت مراكش والمراكشيون يفكرون بروية ودون عاطفة منطلقة تدين الإرهاب بطريقة انفعالية وغير عقلانية. الملك يعطي أوامر للشرقاوي والناصري وبادو عبّر الملك محمد السادس عن تعازيه ومواساته لأسر ضحايا التفجير الإجرامي الذي استهدف مقهى «أركانة» في مدينة مراكش، والذي أودى بحياة 17 قتيلا وأدى إلى جرح 24 شخصا، معلنا عن تكفله بلوازم دفنهم وبمآتم عزائهم. وأوضح بلاغ للديوان الملكي أن الملك محمدا السادس أصدر، خلال مجلس للوزراء، الذي ترأسه في القصر الملكي في مدينة فاس، أوامره لوزيرة الصحة، ياسمينة بادو، بالحرص على إحاطة الجرحى، ضحايا التفجير، بكل وسائل العناية الطبية والإنسانية. كما أصدر الملك تعليماته إلى وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، وإلى وزير العدل، محمد الناصري، كي تقوم السلطات المختصة بفتح تحقيق قضائي لتحديد أسباب وملابسات هذا التفجير الإجرامي وبالتعجيل بإخبار الرأي العام بنتائج هذا البحث، بما يقتضيه الأمر من شفافية وكشف للحقيقة ومن التزام بسيادة القانون وحفظ للطمأنينة ولأمن الأشخاص والممتلكات، في ظل سلطة القضاء. كما أمر الملك محمد السادس بإقامة «صلاة الغائب»، بعد صلاة الجمعة، في كل مساجد المملكة ترحما على ضحايا الحادث الإجرامي، الذي كانت ساحة «جامع الفنا»، الشهيرة، مسرحا له. الملك داخل مقهى «أركانة» قام الملك، بعد يومين من تفجيرات مقهى «أركانة»، أي يوم السبت، 30 أبريل 2011، بزيارة إلى ساحة «جامع الفنا»، وهي الساحة التي هزّها التفجير المروع يوم الخميس 28 أبريل 2011، إثر وضع مواد شديدة الانفجار في مقهى «أركانة»، مما أسفر عن سقوط 17 قتيلا، من بينهم 14 سائحا ومغربيان و24 جريحا. وقد دخل الملك، الذي كان مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، إلى مقهى «أركانة»، وتحديدا إلى المكان الذي وُضِعت فيه المتفجرات، حيث شُرِحت له ملابسات الحادث من قِبَل مسؤول في الشرطة العلمية، وتلقى معطيات رسمية من عين المكان حول المواد المستعمَلة في التفجيرات وحول الطريقة التي نُفِّذت بها هذه العملية، قبل أن يلتقي بمسؤولين، على رأسهم محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت -الحوز، الذي أحاطه بجميع المعطيات حول سير العمل وتنسيق عمل جميع الفرق الأمنية. كما قام الملك محمد السادس بالسلام على عدد من المواطنين الذين تجمهروا في مكان الحادث، والذين كانوا يلوحون بالأعلام المغربية وبصور الملك، كما حملوا لافتات تدين الإرهاب. وأكد الملك خلال الزيارة، استنادا إلى ما تناقلته عدد من المواقع الإخبارية، أن مثل هذا العدوان الإجرامي الجبان، الذي يتنافى مع القيم الإنسانية المثلى لاحترام الحق المقدَّس في الحياة ومع التسامح والحرية والسلم التي يتشبع بها الشعب المغربي، لن ينال من عزم المغرب، ملكاً وشعبا، على أن يظل بلد الطمأنينة والاستقرار وملتقى آمنا لكل الشعوب والثقافات ولن يزيد المغاربة إلا إصرارا على التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بالنموذج الذي ارتضته المملكة لنفسها في ترسيخ التطور الديمقراطي والتنموي والتضامن مع المجتمع الدولي في مكافحة كل أشكال الإجرام والعدوان والإرهاب. تفقد الجرحى داخل المستشفى زار الملك محمد السادس، كذلك، جرحى الحادث في مستشفى «ابن طفيل» وفي المستشفى العسكري «ابن سينا» في مراكش. وهناك استمع إلى إفادات المصابين وإلى شروح المسؤولين عن المستشفى، إذ أعطى الدكتور هشام نجمي، رئيس قسم المستعجلات في مستشفى «ابن طفيل»، والذي أشرف على حالات المصابين، الذين وصل عددهم في المستشفى إلى سبعة (مغربيين وخمسة فرنسيين) في حين نُقِل إلى المستشفى العسكري «ابن سينا» خمسة مصابين (هولنديان وفرنسيان ومغربي). وقد تمت تعبئة كل الإمكانيات الطبية واللوجستيكية للتكفل بالجرحى وللعناية بوضعيتهم الصحية، كما تم خلق خلية لاستقبال أقارب وعائلات الضحايا لإعطائهم كافة المعلومات المتوفرة ودعمهم، نفسيا، بطاقم طبي متخصص. ساركوزي يدين التفحيرات أعلن قصر الإليزي أن «الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعرب عن حزنه العميق» إثر الاعتداء الذي خلّف 17 قتيلا و24 جريحا في مراكش، وعن «إدانته الشديدة لهذا العمل، المشين والبشع والجبان». وقال الرئيس الفرنسي، في البلاغ الصادر عن القصر الرئاسي، إنه «تلقى بحزن عميق نبأ الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مراكش». وأضاف البلاغ أن «ساركوزي يدين بشدة هذا العمل المشين والبشع والجبان، الذي أودى بحياة عدة ضحايا، من بينهم فرنسيون». وأكد الرئيس الفرنسي أنه «تم اتخاذ كافة الإجراءات من لدُن تمثيلياتنا في المغرب، بتنسيق تام مع السلطات المحلية لتقديم المساعدة الضرورية لمواطنينا الموجودين حاليا في مراكش». وإثر هذا الحادث، عبّر ساركوزي «عن صادق تعازيه للسلطات وللشعب المغربي وعن مشاعر المواساة العميقة، باسم كافة الفرنسيين».