أحالت مصالح الضابطة القضائية بتيفلت، خلال نهاية الأسبوع الماضي، المسمى (ن. م) من مواليد 1979 القاطن بالهراويين بالبيضاء، وهو من ذوي السوابق العدلية، على أنظار وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، رفقة شخصين آخرين، بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وأوضحت مصادر «المساء» أن اعتقال المتهم الذي كان موضوع بحث على الصعيد الوطني منذ حوالي سنة تقريبا، كان اقترف أزيد من 12 عملية سرقة موصوفة همت مجموعة من الفيلات الكائنة بحي الأندلس بتيفلت، وكبد أصحابها خسائر مادية مهمة، بعد سرقته كميات مختلفة من الحلي والمجوهرات والذهب والنقود والحواسيب المحمولة ذات الجودة العالية. وأضافت المصادر ذاتها، أنه بعد التوصل ببعض المعلومات من طرف العناصر الأمنية بالمدينة، تم بشديد الحراسة الأمنية السرية على مجموعة من الفيلات التي تعرضت للسرقة خلال الأشهر الماضية إلى أن تم إلقاء القبض عليه. وحسب اعترافاته، كان المتهم يقوم بعملياته الإجرامية، مباشرة بعد أذان صلاة العصر، وبعد تأكده من خلو تلك الفيلات من ساكنتها بعد عملية ترصد محكمة. خاصة بعد مغادرة قاطنيها وإغلاقهم للأبواب بالمفتاح من الخارج. وكان المتهم الذي دوخ المصالح الأمنية بالمدينة وكذا المتضررين من السرقات التي همت ممتلكاتهم، ينفذ تلك السرقات ويغادر تيفلت مباشرة صوب مدينة البيضاء حيث يقطن ويستقر هناك مدة طويلة لعدم إثارة الانتباه والعودة مجددا، بعدما تكون الأمور قد مضى عليها وقت طويل ويتم نسيانها بعد التخلص من المسروقات وبيعها بطرق مختلفة رفقة شركائه. واعترف اللص الخطير والمتمتع باحترافية وذكاء ويقظة وحنكة في تنفيذ مخططاته، بأنه لحظة وجوده بتيفلت، كان يقيم بالمنازل التي في طور البناء بمجموع أحياء المدينة، ليكون قريبا من الفيلات التي قام بترصد حركة ساكنتها أو التي يوجد أصحابها في سفر أو خارج التراب الوطني. وأكدت نفس المصادر، أن اللص المحترف، كان ينفذ عملياته الإجرامية، عن طريق الاستعانة ب«لوح خشبي» طوله حوالي مترين، ويقوم بإزالة القضبان الحديدية أو شبابيك النوافذ، ليتمكن من التسلل إلى داخل الفيلات. وكان المتهم، الذي أحيل على القضاء رفقة شريك له ووالدة هذا الأخير التي كانت تتكلف ببيع المسروقات بمختلف أنواعها، متخصصا في سرقة كل ما هو ثمين من حلي ومجوهرات ذهبية وأموال وحواسيب محمولة والأغطية الصوفية، حيث سبق له أن سرق مبلغ 60 ألف درهم من فيلا أحد الدكاترة بالمدينة ومبلغ 9000 درهم وحلي من فيلا زوجة أحد المنتخبين بحي الأندلس. وأشارت المصادر، إلى أن عملية اعتقاله تمت بعد أن تمكنت العناصر الأمنية بالمدينة من الشك فيه صدفة، وعند محاولة إيقافه حينها من طرف أحد رجال الشرطة، أشهر سكينا في وجهه وطالبه بالابتعاد عنه وتركه في حاله، حيث تمت مطاردته لكن بدون جدوى. لكن في المرة الثانية وبعد تشديد الحراسة بنفس الحي، تم إلقاء القبض عليه وهو بصدد الترصد لإحدى الفيلات بغرض سرقتها. المجرم المحترف اعترف بجميع السرقات المنسوبة إليه، حيث دل العناصر الأمنية على جميع الفيلات التي سرقها سابقا بعد إعادة تمثيل وقائع جرائمه في واضحة النهار وبحضور العديد من ساكنة حي الأندلس. اللص الخطير الذي له سوابق عدلية في نفس الاختصاص بكل من مدن طنجة والبيضاء، والذي قضى نصف عمره داخل أسوار السجون، أفاد خلال الاستماع إليه في محاضر قانونية، بأن اختياره لمدينة تيفلت لتنفيذ سرقاته المهمة، يعود بالأساس إلى عدم اختلاطه بأهلها وكذا ل«سذاجة» أصحاب الفيلات الذين يتركون حليهم الذهبية وأموالهم في أماكن تسهل سرقتها أثناء تسلله إليها، عكس المدن الكبرى التي سبق له السرقة فيها والتي لم يكن يعثر فيها على تلك الكميات المهمة من الذهب والمجوهرات إلا بمشقة النفس. وأكدت نفس المصادر أن مجموع العمليات التي اقترفها المتهم الرئيسي هي 12 عملية سرقة، وأن مجموع المبالغ المالية المسروقة يفوق 50 مليون سنتيم.