دخل سكان دواوير (تونيل، إسرورثان، ثيزي علي، تجرجرة وبوغمبو) في جماعة «الرواضي»، إقليمالحسيمة، في اعتصام مفتوح بمقر الجماعة، منذ أزيد من أسبوع، للمطالبة بتزويد دواويرهم بالكهرباء ولإيصال صوتهم للمسؤولين من أجل رفع التهميش عنهم. وقال أحد المحتجين أنهم نفذوا وقفة إنذارية أمام مقر الجماعة قبل أسبوع من تاريخ دخولهم في الإعتصام المفتوح، «لكن ونظرا إلى عدم التعامل الجدي مع ملفنا المطلبي، فقد قررنا تصعيد احتجاجنا لإيصال صوتنا إلى المسؤولين كي يبلوروا حلولا آنية لمعاناتنا اليومية، المتمثلة في رداءة البنية التحتية بصفة عامة، وبشكل أساسي لتقديم إجابة عملية وآنية وتزويد دواويرنا بالكهرباء، والتي لم تستفد إلى الآن من برنامج الكهربة الشاملة للعالم القروي». ومن جانبه، اعتبر مصطفى الحسوني، وهو فاعل جمعوي في المنطقة، أن «جماعة الرواضي تفتقر إلى الحد الأدنى من البنية التحتية، ورغم تصنيفها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بين أفقر الجماعات القروية في الإقليم، فإن الإجراءات المتّخَذة من أجل إنتشالها من هذا الوضع ما زالت لا ترقى إلى طموحات وانتظارات الساكنة، التي قررت بعدما نفذ صبرها الخروج في أشكال إحتجاجية من أجل رفع التهميش عنها وإثارة انتباه المسؤولين إلى الواقع المزري الذي تعيشه الجماعة». وليست جماعة «الرواضي» وحدها التي تعاني من غياب البنية التحتية، إذ إن العديد من دواوير وجماعات إقليمالحسيمة تعيش وضعية مماثلة، ومنها منطقتا «تومريتش» و«حمدون» في «بني بوخلف»، المحرومتين من الإنارة العمومية لأسباب إعتبرها بعض سكان الدوار خلفيات سياسية قائمة على أساس «حسابات انتخابية ضيقة»، فيما اعتبرها آخرون مشكلا قائما منذ سنوات لم يلتفت إليه كل المسؤولين الذين تناوبوا على تدبير الشأن العام في الجماعة، فيما اعتبر حسن المرزكيوي، أحد أبناء المنطقة، أن «الكثير من سكان هذه الأخيرة قد هاجروا دواويرهم الأصلية في اتجاه المراكز الحضرية القريبة، بل ومنهم من اضطروا للاتجاه صوب مدن أخرى خارج الإقليم، بحثا عن الحد الأدنى من ظروف العيش الكريم»، خاصة أن كلا من مدشري «تومريتش» و«حمدون» يفتقران إلى الكهرباء وإلى الطريق التي لم يتمَّ إصلاحها، مما يجعل سكان المنطقتين في عزلة شبه تامة عن محيطهم الخارجي.