شرع ثباتيرو في مناقشة الملف الاقتصادي أولا, بسبب ارتفاع مستويات البطالة في إسبانيا، بشكل لم تشهد له نظيرا منذ سنوات الانتقال الأولى، فقد سجلت إسبانيا في الأشهر الأخيرة أعلى معدل للبطالة على مستوى الاتحاد الأوربي. انتهت العطلة في إسبانيا بمجرد حلول شهر شتنبر، فالجميع عاد إلى مهامه، رغم أن تباشير نهاية العطلة تبدأ منذ منتصف شهر غشت عندما تشرع مختلف القنوات التلفزيونية في بث إعلانات «الكورتي انغليس» حول تخفيضات الدخول المدرسي، العودة إلى العمل بعد الاستمتاع عدة أسابيع بالسهر لساعات متأخرة وبالشواطئ الإسبانية بدت ثقيلة بالنسبة إلى عدد من الإسبان، وبدا ثباتيرو وهو يصافح مانويل تشافيز في أول اجتماع حزبي والابتسامة مرسومة على محيا الجميع، إنها عودة صعبة لذلك كانت الابتسامة تخفي بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسباني ووزرائه إحساسا بثقل المشاكل الاقتصادية التي تعصف بشبه الجزيرة الإيبيرية، لذلك شرع ثباتيرو في مناقشة الملف الاقتصادي أولا بسبب ارتفاع مستويات البطالة في إسبانيا، بشكل لم تشهد له نظيرا منذ سنوات الانتقال الأولى، فقد سجلت إسبانيا في الأشهر الأخيرة أعلى معدل للبطالة على مستوى الاتحاد الأوربي. الإسبان بدؤوا يشعرون بالاختناق بسبب الأزمة، فأسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر منذ بداية السنة الحالية، كما أن عددا منهم غير مهنته حتى يستطيع مواجهة الديون المتراكمة عليه، ولأول مرة منذ سنوات طويلة تحول الإسبان إلى مهاجرين مجددا، بعدما أصبح بلدهم مستقبلا للهجرة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بات عدد منهم يجمع حقيبته الآن ويرحل إما إلى فرنسا أو بلجيكا، للعمل في قطاع البناء الذي كان يكسب ذهبا طيلة السنوات الماضية. عدد كبير من المنعشين العقاريين أيضا تكبدوا خسائر كبيرة بسبب الأزمة، وباتوا مضطرين إلى بيع مشاريعهم السكنية بأقل الأثمان، أو عدم بيعها في انتظار مرور الأزمة لكن بعضهم تخنقه القروض التي أخذها من الأبناك لتمويل المشروع. عودة الأفارقة إلى الأندلس غير المهاجرون السريون الأفارقة وجهتهم خلال فصل الصيف من جزر الخالدات إلى الشواطئ الأندلسية، بعدما هجرت مافيات الهجرة هذه الطريق في السنوات الأخيرة نظرا لوجود نظام المراقبة بالرادار الذي يغطي مجموع الشواطئ الأندلسية، مما يجعل عملية نجاح أية مغامرة للوصول إلى الأراضي الإسبانية شبه مستحيلة، فزوارق الحرس المدني تتدخل بسرعة لإنقاذ المهاجرين السريين وجلبهم إلى مراكز الإغاثة التابعة للصليب الأحمر في انتظار ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وعاشت الشواطئ الأندلسية خلال الأسبوع الماضي مأساة حقيقية بعثور سفينة تجارية تربط بين مليلية ومالقة على قارب للمهاجرين الأفارقة في عرض البحر، وكانوا جميعهم في حالة صحية متدهورة بعدما قضوا في البحر ثلاثة أيام، وفقدوا حوالي 20 فردا من رفاقهم الذين ألقوهم في البحر من أجل أن يستطيعوا مواصلة رحلتهم صوب المجهول، وكانت بينهم امرأة فقدت زوجها وثلاثة من أبنائها أحدهم رضيع في هذه الرحلة ورميت جثثهم في البحر، وكانت الحالة النفسية للمرأة متدهورة جدا بسبب ما وقع، وهو ما استدعى نقلها إلى مركز لتلقي العلاجات النفسية الضرورية. وكانت جمعية حقوق الإنسان بالأندلس أول من نبه في شهر مارس الماضي، عبر تقرير نشرته إلى أن الشواطئ الأندلسية ستعرف عودة المهاجرين السريين بعدما هجروا هذه الطريق في السنوات الأخيرة واتجهوا إما إلى اقتحام سياج سبتة ومليلية أو العبور إلى جزر الكناري انطلاقا من الأراضي الموريتانية أو السنغال، وهو ما نتج عنه غرق المئات منهم في عرض البحر. وتواجه إسبانيا مشكلة تتمثل في عدم وجود اتفاقيات موقعة مع بعض البلدان الإفريقية، وهو ما يضع مدريد في مأزق بسبب عدم قدرتها على ترحيل بعض الجنسيات رغم الرحلات المكوكية التي قام بها وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس في العام الماضي، من أجل إقناع عدة حكومات إفريقية بتوقيع اتفاقيات باستقبال مواطنيها. استطلاعات إيل موندو تعد استطلاعات الرأي التي تقوم بها صحيفة «إيل موندو» اليمينية، في علاقة مع بعض المواضيع المرتبطة بالمغرب، من أغرب ما يكون، بحكم أنها تتضمن بعض الأحكام المسبقة والجزئية التي لا تعكس رؤية لتمثيلية اتجاهات الرأي في الجارة الشمالية. آخر استطلاع قامت به صحيفة بيدرو خوتا راميريث يتعلق بتفضيل الإسبان بين صخرة جبل طارق وسبتة ومليلية حيث يكشف أن هناك إدراكا للأهمية الإستراتيجية القصوى للمدينتين اللتين تحتلهما إسبانيا منذ خمسة قرون، حيث أشار الاستطلاع إلى أن ما يقارب 88 في المائة من المستجوبين عبروا عن رفضهم ترك المدينتين لصالح المغرب مقابل استرجاعهم صخرة جبل طارق. أما 12 في المائة من المستجوبين فإنهم لا يرون مشكلة في حل مشكلة جبل طارق بتوازي مع سبتة ومليلية، ومالت هذه الفئة إلى كون الوقت قد حان من أجل إرجاع الصخرة إلى السيادة الإسبانية، فيما عبر 70 في المائة من المستجوبين عن تشبثهم بالمدينتين اللتين تعدان جزءا من التراب الوطني الإسباني، مما يتطلب الدفاع عنهما بأي ثمن حتى لا يستعيدها المغرب الذي تتأرجح مطالبته بهما بحسب المراحل السياسية التي يمر بها في علاقته مع الجارة الشمالية. والواقع أن جزءا مهما من الشارع الإسباني لا يعطي أهمية كبرى للوجود الإسباني في سبتة ومليلية وحتى للوجود البريطاني بصخرة جبل طارق التي اختفت حتى من خطابات السياسيين مقارنة مع سنوات الانتقال السياسي الأولى، فهم يركزون اهتمامهم على مشكلة إقليم الباسك الذي يعتبرونه جزءا مهما من التراب الإسباني لا يجب أن يفقدوا شبرا منه، رغم العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم إيتا أو رغبة الحكومة المحلية للإقليم في تنظيم استفتاء به والذي يلقى معارضة قوية من طرف الحكومة والمعارضة الإسبانيتين. ظهور النيني عادت قضية تاجر المخدرات النيني إلى الظهور مجددا في إسبانيا ولو بطريقة غير مباشرة، عندما نددت عدة جهات ببعض الخروقات التي تعرفها مخافر الشرطة، منها تسليم النيني بطاقة هوية إسبانية جديدة في مدينة مالقة بعد عشرة أيام على هربه من سجن القنيطرة المركزي، وطالبت بفتح تحقيق بعد تكرر هذا الأمر الذي يكشف ثغرات في عمل أجهزة وزارة الداخلية الإسبانية. ولا يعرف إلى حدود الساعة أين وصلت إجراءات تسليم النيني إلى المغرب بعد الحديث المتواصل عن عرقلة مدريد لتسليم تاجر المخدرات المغربي ذي الجنسية الإسبانية، وذلك رغم حديث وزير الداخلية الإسباني بيريث روبالكاب عن احترام وزارته لمساطر التسليم في هذا السياق خلال زيارته شهر يوليوز الماضي إلى المغرب. وأثيرت قضية تاجر المخدرات المغربي بعدما سلمت مصالح وزارة الداخلية الإسبانية جواز سفر جديد للمحامي رودريغيث منديث الذي خرج من السجن لمدة أربعة أيام فقط برخصة من القاضي خافيير سان كلاوديو، وهو القرار الذي أثار الكثير من النقاش بحكم أن المحامي معروف بفساده وبحثه عن خلق الزوابع الإعلامية في مختلف المحطات التلفزيونية الإسبانية التي كان يأتي إليها للدفاع عن نفسه أو الترويج لها، واعتبر احد أكثر المحامين قدرة على التحايل على القانون، وقبول الملفات المشبوهة. وفسرت مصالح وزارة الداخلية حصوله على جواز السفر بكون كمبيوتر الوزارة لا يتضمن أي إشارة إلى منع المحامي من السفر إلى الخارج أو عدم تمكينه من جواز السفر، وهو ما استعمله مرة أخرى في الهرب من قضبان السجن. وألقي القبض على رودريغيث منديث عندما توصلت الاستخبارات الإسبانية بمعطيات عن وجوده في مدينة سالامنكا بعدما دخلها خلسة انطلاقا من الأراضي البرتغالية، بعد متابعته في أربع قضايا مالية مرتبطة بكشف أسرار مهنية وبيعها.