تعيش مندوبية الشباب والرياضة بطنجة على وقع فضيحة مالية مدوية بطلها موظف سام بوزارة الشباب والرياضة، الذي اختفى منذ شهر، بعدما حصل على مبالغ مالية قدرها أربعة ملايين درهم، من جمعية يرأسها، تعمل بتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبدأت قصة النصب بعدما أصبح المعني بالأمر رئيسا للجمعية، وذلك بناء على جمع عام استثنائي عقدته جمعيته نهاية سنة 2008، وتضم أعضاء كلهم موظفون بمندوبية الشباب والرياضة ولهم مسؤوليات مختلفة. وقد منح الجمع العام الرئاسة لهذا الشخص بناء على الثقة والخبرة والتجربة التي يمتلكها في تسيير عدد من الجمعيات، فضلا عن كونه موظفا ساميا بوزارة الشباب والرياضة. وتقول شكاية وجهتها الجمعية إلى الوكيل العام للملك، توصلت «المساء» بنسخة منها، إن المعني بالأمر تسلم هذه المبالغ المالية بدعوى تغطية مشاريع رياضية واجتماعية بلغت في مجموعها أربعة ملايين درهم، حيث كانت تسلم له بواسطة شيكات مسحوبة من إحدى الوكالات البنكية. وكان من المفترض أن تسلم هذه المبالغ إلى مقاولات البناء، التي تقوم ببناء ملاعب القرب وسط مجموعة من الأحياء داخل المدينة، غير أن معظمها تم «الاستيلاء» عليها من لدن الشخص المذكور الذي لم يظهر له أثر حتى اليوم. وقالت مصادر مطلعة إن عدد المشاريع التي هي في طور الإنجاز تقارب عشرة مشاريع، جزء منها مبرمج داخل الجماعات القروية، وإن بعض مقاولات البناء تسلمت مبالغ أكثر من الخدمات التي قدمتها، كما أن هناك مقاولات أخرى لم تتسلم أي شيء، فيما تسلمت أخرى نصف المبلغ، والنصف الآخر لم تتسلمه بعد. وتشير الشكاية أيضا إلى أنه تم إخبار المسؤولين في ولاية طنجة بالموضوع، كما تم تشكيل لجنة بحث حول مآل المشاريع المزعومة من لدن رئيس الجمعية، وتبين للجمعية أن أغلب المشاريع لم تنجز، وبعضها لم ينجز منه إلا اليسير، وهو ما يؤكد وفق الشكاية أن الجمعية تعرضت لعملية نصب كبيرة. ويعيش أمين مال الجمعية المذكورة وضعية صعبة، بسبب وجود توقيعه إلى جانب توقيع الرئيس على مجموعة من الشيكات التي كان من المفترض أن تصرف لفائدة هذه المشاريع. وقد شهدت هذه الجمعية في وقت سابق استقالات في صفوف أعضائها، بينهم مدرب سابق لناد رياضي بطنجة احتجاجا على طريقة تسيير رئيس الجمعية المختفي. وقال سعيد السود، وهو إطار بوزارة الشباب والرياضة، «إن رئيس الجمعية كان يدبر الأمور بشكل انفرادي ولم يكن يطلع أعضاء الجمعية على تفاصيل المشاريع التي يتم إنجازها»، مضيفا في تصريح ل«المساء» أن استقالته جاءت بعدما قال «إنه يئس من تصرفات الرئيس بسبب اتخاذه مجموعة من القرارات الانفرادية دون أن يأخذ رأي الجمعية فيها». وفي السياق نفسه، قامت مندوبية الشباب والرياضة بطنجة بإخبار المسؤولين المركزيين بالموضوع، وقاموا بدورهم بتجريد المسؤول المذكور من مهامه والتشطيب عليه من الوظيفة العمومية. وقالت مصادر مطلعة إن رئيس الجمعية غادر المغرب برفقة أسرته، ولم تعرف الجهة أو البلد الذي يوجد فيه حاليا. وبينما نفت مصادر أمنية أن تكون قد توصلت بشكاية في الموضوع، فإن مسؤولين داخل الجمعية قاموا بتوجيه رسالة إلى الوكيل العام، ومازالوا ينتظرون تحريك المتابعة القضائية في حق هذا المسؤول.