احتشد العشرات من المواطنين، من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، ليلة أول أمس، أمام مقر المركب الهيدروليكي «أولاد أوجيه» (الشاطو) في القنيطرة، للتعبير عن غضبهم إزاء الوضعية «الكارثية» التي تعاني منها أحياؤهم ومنازلهم جراء الانقطاعات المتتالية في الماء والكهرباء والجودة المتدنية للماء غير الصالح للشرب، الذي أصبحت تتزود به ساكنة المنطقة. وردد المحتجون، وهم يحملون شموعا مضاءة، شعارات استنكارية تطالب بحل عاجل ونهائي لمشكل غياب الخدمات الأساسية والبنيات التحتية في منطقة «أولاد أوجيه»، التي تشكل ما يقارب ثلث مدينة القنيطرة من حيث المساحة والتعداد السكاني، الذي يفوق 30.000 نسمة، وقالوا، في تصريحات متطابقة، إنهم أضحوا يعيشون في ظروف أكثر من مهينة: يستعملون الشموع للإنارة ولا يجدون الماء لقضاء الاحتياجات اليومية الأساسية. وتساءل أحدهم كيف يمكن الحديث عن منطقة حضرية في ظل افتقارها إلى أبسط شروط الحياة المدنية؟... وندد المتظاهرون، المؤازرون بأعضاء من الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، بلا مبالاة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، المعروفة اختصارا ب«لاراك»، وعدم تواصلها مع ساكنة حي «أولاد أوجيه»، وكشف بعضهم أن العديد من المواطنين تكبّدوا خسائر مادية جسيمة جراء الجهد الكهربائي المرتفع والانقطاعات المتتالية للكهرباء وتدهور الشبكة المائية والكهربائية، وهو ما يؤدي إلى إتلاف الآليات الكهربائية لمنازلهم. وقال إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إن هذه الوقفة جاءت من أجل الاحتجاج على سياسة تحقير المواطن واعتباره «سلعة»، ومطالبة أحمد الموساوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، بتحمل مسؤوليته كرئيس للمجلس الإداري للوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في القنيطرة للدفاع عن مصالح المواطنين. ودعا السدراوي إلى إعفاء السكان من أداء فاتورة الماء لهذا الشهر بسبب تزويدهم بمياه غير صالحة للشرب، وإلى تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بمعداتهم الكهربائية وإلى الإسراع بإصلاح الشبكة المائية والكهربائية وتفعيل آليات التواصل مع السكان، باعتبارهم زبناء لدى إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء. وأصدرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بيانا أشارت فيه إلى أن استمرار الجهات المعنية في تحقير المواطنين وتهميش مطالبهم سيدفع المتضررين إلى التصعيد من وتيرة احتجاجاتهم أمام الإدارة المركزية، وبتنسيق مع كل أحياء المدينة، من أجل المطالبة بخدمات عمومية لائقة . وكشف البلاغ أن معاناة سكان «أولاد أوجيه» لا تتوقف عند الماء والكهرباء، فحسب شهادات المواطنين المحتجين، فإن المنطقة تفتقر إلى البنيات التحتية والخدمات الأساسية المفروض توفرها في كل مشروع سكني، من مستشفى ومرافق رياضية وحدائق عمومية ومؤسسات تعليمية جديدة.