يلف الغموض الجريمة البشعة، التي شهدتها منطقة سيدي معروف بمقاطعة عين الشق بالبيضاء، مساء الجمعة المنصرم، والتي أودت بحياة عبد الرحمن المسناوي (61 سنة)، طبيب ومدير دار الحياة لمحاربة داء السرطان، على يد حارس عام (رئيس للممرضين بدار الحياة)، أقدم على ذبحه، فيما وجه طعنات أخرى إلى زميل له يشغل مهمة مقتصد بمستشفى بوافي، فنقل على وجه السرعة إلى مصحة خاصة نظرا لإصابته البليغة في الورك الأيمن (جهة الكلى). وفيما تواصل الفرقة الجنائية للشرطة القضائية بأمن عين الشق التحقيق مع الجاني في هذه الجريمة، بناء على تعليمات النيابة العامة، أشارت الأبحاث الأولية إلى أن الجاني أقدم على ارتكاب جريمته بدافع الانتقام، فيما كشفت التحريات عن تناقضات كبيرة بخصوص دوافع ارتكابه هذه الجريمة في حق زميلين له موظفان في وزارة الصحة. ووقعت الجريمة حوالي الساعة السادسة من مساء الجمعة المنصرم، على بعد أمتار قليلة من مقر المنطقة الأمنية عين الشق (قرب شركة سيما بوا) بسيدي معروف. ويتعلق الأمر بالجاني (ف.ه)، الذي يبلغ من العمر 51 سنة، والذي اعترف بأنه كانت تجمعه بالضحيتين علاقة صداقة دامت 10 سنوات، وأن إقدامه على ارتكاب هذه الجريمة كان من أجل الانتقام، مضيفا أن الضحيتين روجا عنه إشاعات بكونه شاذا جنسيا. ومن أجل الانتقام قام (ف.ه) بإخفاء سكين متوسطة الحجم وصعد السيارة بالمقعد الخلفي، فيما ركب الضحيتان في المقعدين الأماميين. وبمجرد مرور السيارة بالقرب من مقر المنطقة الأمنية، حوالي الساعة السادسة مساء من يوم الجمعة المنصرم، فاجأ الجاني الضحيتين بطعنهما عدة طعنات قاتلة، حيث انحرفت السيارة عن مسارها وارتطمت بنخلة ثم بعمود كهربائي وسط الطريق 1029. ولاذ الجاني بالفرار، لكن المواطنين تمكنوا من إيقافه. وفور توصلها بالخبر، انتقلت عناصر الشرطة إلى مسرح الجريمة، فيما نقل الضحيتان إلى مصحة خاصة من أجل تلقي العلاج، حيث لفظ الطبيب أنفاسه، فيما أجريت عملية جراحية للمقتصد (م.ب) الذي يبلغ من العمر51 سنة. وفيما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في الموضوع ونقل الطبيب إلى مصلحة الطب الشرعي بمستودع الأموات «الرحمة» بدار بوعزة من أجل تشريح جثة الطبيب، أحيل المتهم على عناصر الفرقة الجنائية، وعند الاستماع إليه صرح بأن أحد الضحيتين كان مصابا بالمس ويعاني من مرض نفساني، وأنه يقوم بعلاجه بواسطة «الرقية». وتواصل الفرقة الجنائية البحث لتحديد دوافع الجريمة، خاصة أن الجاني والضحيتين يعملان جميعا بوزارة الصحة. كما أنهم مسؤولون بجمعية «دار الحياة» لعلاج داء السرطان.