عاشت مدينة الحسيمة، أول أمس الاثنين، ليلة بيضاء، بعدما أقدم أحد رجال الأمن، خارج أوقات عمله، على شتم المواطنين الريفيين بأوصاف عنصرية، ما دفع المئات من المواطنين، مدعومين بشباب حركة 20 فبراير وأعضاء من جمعية المعطلين، إلى الاعتصام أمام كل من المقر الإقليمي للأمن الوطني، وبساحة الريف المعروفة ب«فلوريدو»، التي عرفت حدثا انتقل من سوء تفاهم بسيط في حادث مروري إلى المس بالشعور الجماعي لأبناء المنطقة، بعد إقدام أحد رجال الأمن بزيه المدني وخارج أوقات العمل، على سب الريفيين ونعتهم بأوصاف نابية وبكونهم «أولاد السبانيول». وتعود ملابسات الحادث، كما يرويها مصدر عاين الواقعة، إلى أن رجل أمن كان رفقة شخصين آخرين على متن سيارة خاصة، كانوا يتجولون بالمدينة، وتحديدا بساحة «فلوريدو» التي تعرف ازدحاما مروريا بشكل دائم، والذي اضطرت معه سيارة أجرة كبيرة للتوقف بعين المكان لإنزال ركابها، أمام سيارة الشرطي، وهو ما جعل هذا الأخير يستشيط غضبا آمرا سائق سيارة الأجرة بالتحرك فورا ليفسح له المجال للمرور. وهو ما تعذر على السائق لعدم وجود مكان خال يتمكن فيه من إنزال ركابه، لتتطور الأحداث بعد ذلك بشكل تراجيدي، بنزول رجل الأمن من سيارته والتلفظ بعبارات نابية ذات حمولة عنصرية، بعدما وصف الريفيين ب«أولاد السبانيول»، فيما أقدم أحد مرافقيه على سحب سكين، والتلويح به بشكل عشوائي، حيث أصاب كلا من سائق الطاكسي على مستوى اليد، ومواطنا آخر على مستوى الظهر بجروح طفيفة، وهو ما أجج الوضع وأثار حفيظة المواطنين المتواجدين بعين المكان، والذين أقدموا على محاصرة رجل الأمن ومرافقه، قبل أن تتمكن الشرطة من اعتقال هذا الأخير وحجزه في سيارة «سطافيط» تابعة للأمن الوطني، فيما فر الشرطي المتسبب في الحادث إلى مطعم بالقرب من المكان، مما جعل المواطنين يعتصمون بالساحة مدعومين بأعضاء من حركة 20 فبراير وبجمعية المعطلين، والذين استمروا في اعتصامهم لأزيد من إحدى عشرة ساعة مطالبين بتطبيق القانون وباعتقال العنصر الأمني الذي تلفظ بتلك الأوصاف ذات الحمولة العنصرية، لكي يكون عبرة للآخرين. وفي حدود الساعة الرابعة صباحا، وبعد تحرير شهود عيان ومتضررين مباشرين شكاية في الموضوع، أعطيت للمعتصمين ضمانات باعتقال المتسبب في الحادث وعرضه على أنظار العدالة، بعدما استطاع الفرار من المطعم الذي اختبأ فيه، لتقول كلمتها في القضية المعروضة أمامها، والتي أثارت حالة من الاستهجان والإدانة بين المواطنين بالمدينة.