يتذكر الجمهور الفنان المغربي محمد بنبراهيم في الثمانينيات، بأدواره الكوميدية، ويتذكرونه كصانع للبهجة وكراسم لها على وجوه الجماهير المغربية. ويظن كثيرون أنه في ظل كل هذا التألق وروح الفكاهة التي تطبع هذا الفنان سيكون قد راكم من المال ما يمكنه أن يغطي به كال احتياجاته. لكن واقع حاله عكس ذلك تماماَ... فبعد غياب عن الساحة الفنية، ظهر الفنان بنبراهيم متحدثا عن معاناته الصحية، بعدما سُدّت في وجهه كل الأبواب وضاق به الحال، بسبب تضاؤل فرص مشاركته في الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، مع تقدمه في السن. وقد حاول بنبراهيم إيصال رسالته «إلى من يهُمُّهم الأمر» عبر الإعلام المغربي، إذ بعد مرضه، لم يستطع أداء مبلغ هزيل (1500 درهم) لإجراء فحوصات طبية.. وقد صورت كاميرا القناة الثانية، آنذاك، نسخة من شهادة الاحتياج، التي لجأ إليها محمد بنبراهيم لتكون «رمزا» لأزمته الصحية، التي فاقمتها الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الفنان «الكوميدي»... بعد انكشاف مظاهر «مأساة» بنبراهيم، تعالت الأصوات من داخل النقابات ومن داخل الائتلاف المغربي للثقافة والفنون وبدأ البحث عن صيغ لاستفادة الممثل المغربي من التغطية الصحية من أجل العلاج من العديد من الأمراض التي أدى بعضها إلى إصابة بنبراهيم بمرض في إحدى عينيه استدعى إخضاعه لعملية جراحية. إلا أن الحال لم يتغير بشكل كلي، إذ ظل الممثل المغربي يعاني من مشاكل صحية، انضافت إلى حالة الضيق المادي ل«تستفرد» بفنان أصيل طالما أضحك المغاربة ورسم «البسمة» على وجوههم، قبل أن يجد نفسَه وحيدا، وقد أحاطتْ به مظاهر «الكآبة» من كل مكان...