كان المتهم يمني النفس بالزواج من فتاة أحبها كثيرا، ولكن ظروفه المادية لم تكن تسمح له بذلك، فلم يجد حلا آخر غير طلب المساعدة من أبيه، الذي وعده بالاستجابة لطلبه قبل أن يتراجع عن ذلك، وهو ما عرض الوالد لمضايقات الابن، الذي ألح في أكثر من مناسبة على الاستجابة لطلبه، وأصبح يدخل في مشادة شبه يومية مع الوالد، الذي اضطر إلى رفع شكاية في الموضوع إلى الضابطة القضائية، كانت سببا في اعتقال الابن وتقديمه للمحاكمة ليمضي عقوبة حبسية بتهمة العنف ضد الأصول. وبعد خروجه من السجن قام الابن بالانتقام من أبيه، فحمل سكينا وتوجه إلى منزل والده، ودون أن يهتم بعواقب فعله الإجرامي، أو مراعاة حقوق الأب، وجه لوالده طعنة سكين أسقطته قتيلا. طلب زواج يؤدي إلى السجن بعد تلقيها مكالمة هاتفية تفيد بوقوع جريمة قتل، انتقلت عناصر الشرطة القضائية بوادي زم إلى درب العفو، حيث تم العثور على شخصين ممددين أرضا ويحملان معا جروحا بليغة. ويتعلق الأمر ب(خ – ه) و(ع- ه) فتم نقلهما إلى المستشفى، وفي الطريق فارق المسمى (ع- ه) الحياة متأثرا بالجرح العميق الذي أصيب به، فيما وضع الثاني تحت العناية الطبية المركزة لإنقاذ حياته. وحسب التحقيق الأولي الذي أجرته الضابطة القضائية مع المتهم، فقد صرح بأنه كان على خلاف مع والده بسبب عدم التزامه بما وعده به عبر مساعدته ماديا للزواج من فتاة يحبها، حيث تراجع عن وعده وقدم به شكاية ليسجن بعد محاكمته. غرام وانتقام صرح المتهم بأنه بعد خروجه من السجن، توجه إلى المنزل، ففوجئ بوالده ينتظره وفي يده سكينا، وأنه عندما حاول أن يأخذه منه ارتطم به فجرحه في يده وبطنه، فاستغل الفرصة، ووجه ضربة إلى أبيه ليسقط أرضا دون أن يعلم مكان إصابته، ودون أن تكون له نية قتله، نافيا أن يكون قد عرض خاله وشقيقته للاعتداء. لكن أثناء التحقيق القضائي مع شقيقة المتهم (ن- ه )، صرحت الشقيقة بأن أخاها حضر ليلتها فوجدها صحبة شقيقتها وخالهما يحتسون الشاي، فطلب منهما الانصراف وعدم التدخل بينه وبين والده، فحاولوا منعه، لكنه أصابهم بالسكين الذي كان يحمله بيده، وصوّب طعنة قوية لوالده الذي سقط دون حراك. وفي السياق نفسه، أكدت الشقيقة الثانية نفس التصريحات، مضيفة أن شقيقها عندما تأكد من وفاة والده، قام بطعن نفسه بواسطة نفس السكين في بطنه، فسقط وبعد أن دخل هو الآخر في غيبوبة عميقة. وكأنه كان بذلك ينتقم لنفسه من قصة غرام لم تنته بزواج سعيد. محاكمة المتهم
خلال التحقيق النهائي، ومواجهة المتهم بالمنسوب إليه، اعتمادا على شهادات أفراد عائلة الهالك، اعترف المتهم بطعنه والده وقد اقتنعت محكمة الاستئناف في خريبكة بارتكاب المتهم جناية القتل العمد ضد الأصول، وجنحة الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، لذلك حكمت على المتهم بالإعدام بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار في حق الأصول، وجنحة الضرب والجرح باستعمال السلاح طبقا للفصول 394 و396 و400 من القانون الجنائي.