مازالت وفاة الناشط ب«حركة 20 فبراير» بمدينة آسفي، كمال عماري، تثير ردود فعل مجموعة من الجمعيات الوطنية والدولية، كان آخرها لمنظمة العفو الدولية، المعروفة اختصارا بأمنستي، التي طالبت، في بلاغ جديد لها، السلطات المغربية بفتح تحقيق مستقل حول ظروف وملابسات وفاة الشاب كمال عماري، «شهيد التغيير» كما أصبح يطلق عليه زملاؤه في الحركة. وقالت المنظمة الدولية في البلاغ الذي عممته إن «أمنستي الدولية تطالب بفتح تحقيق مستقل حول وفاة متظاهر مغربي، توفي بعد تعرضه للضرب من طرف القوات العمومية بمدينة آسفي». وأضافت منظمة العفو الدولية بأن كمال عماري (30 سنة) أصيب بجروح خطيرة جراء مواجهات مع القوات العمومية خلال مشاركته في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المدينة المغربية يوم الأحد ما قبل الماضي، حيث فارق الشاب، الذي يشغل بميناء آسفي حارس أمن، الحياة يوم الخميس الأخير بمستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي. وأضافت المنظمة قائلة: إذا كشف التحقيق الشامل المستقل والنزيه، الذي يجب أن تتم مباشرته، بأن سبب وفاة الشاب عماري كان فعلا هو التدخل الأمني العنيف فيجب محاسبة المسؤولين بتقديمهم أمام العدالة. يشار إلى أن المنظمة الدولية طالبت المغرب بتجنب استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين بالشوارع والسماح للمواطنين بالتظاهر والاحتجاج بكل حرية كما تكفلها لهم المواثيق الدولية. إلى ذلك، أوفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بموجب مقتضيات الظهير المحدث له، لجنة للتحري والتحقيق في واقعة الوفاة يوم الخميس 2 يونيو 2011 بمستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي. لكن مسؤولين بالمجلس رفضوا الكشف، حاليا، عن أسماء أعضاء اللجنة، التي انتقلت فعلا إلى مدينة آسفي يوم السبت الأخير، وكذا عن طريقة اشتغالها والوقت اللازم لتقديم النتائج، بحجة أن أشغال اللجنة سرية. ومن المنتظر أن تقدم اللجنة، التي انتقلت إلى آسفي لرؤية عائلة عماري وبعض المسؤولين، نتائج تقريرها إلى وسائل الإعلام رفقة تقرير حول طريقة اشتغال المجلس. وفي سياق ذي صلة، انتقلت لجنة ممثلة لجمعية «الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان» و«المرصد المغربي للحريات العامة» إلى مدينة آسفي للتحري والاستماع إلى مختلف الأطراف من خلال فريق التقصي، على أن تعملا على تعميم نتائج تحرياتهما في وقت لاحق. وعرفت مدينة آسفي تنظيم مسيرة يوم الأحد 5 يونيو تحت شعار «كلنا الشهيد كمال عماري». وقد جابت المسيرة شوارع المدينة وعرفت مشاركة عشرات الآلاف من ساكنة المدينة ومن نشطاء «حركة 20 فبراير» من باقي تنسيقيات مدن المغرب، مرددين شعارات الوفاء للشهيد والعزيمة على إكمال درب النضال حتى إسقاط الاستبداد والفساد.