عمت البهجة قلوب خمسة وثلاثين مليون مغربي بعد فوز المنتخب الوطني على المنتخب الجزائري بأربعة أهداف لصفر خلال المباراة التي جمعت الطرفين، ليلة أول أمس السبت بملعب مراكش الجديد، برسم الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية لعام 2012، ومنحت الأهداف الأربعة التي تعاقب على تسجيلها كل من المدافع المهدي بنعطية مدافع اودينيزي الإيطالي ومروان الشماخ مهاجم ارسنال الانجليزي، في الشوط الاول، وهدفا يوسف حجي وأسامة السعيدي في الشوط الثاني، المنتخب الوطني صدارة المجموعة الرابعة برصيد سبع نقط، من انتصارين وتعادل وهزيمة. واستجاب لاعبو المنتخب الوطني إلى أصوات الجمهور المغربي، الذي حضر بأعداد كبيرة، لمساندة أسود الأطلس، والتي استنبطت شعارات الثورة في كل من تونس ومصر، قائلة: «الشعب يريد ثلاثة زيرو»، بعدما تجاوزت العناصر الوطنية الرقم المطلوب وأكرمت وفادة المنتخب الجزائري برباعية. وبدا منذ الأنفاس الأولى من عمر المباراة أن العناصر الوطنية مستعدة أتم الاستعداد لإسعاد الجمهور المغربي، من خلال الانتشار الجيد في رقعة الملعب والقتالية الكبيرة للاعبين يمارس جلهم في الدوريات الأوربية، باستثناء الحار س نادر لمياغري، والمدافع جمال العيلوي، والبديل محمد الشيحاني. فالفوز كان تاريخيا، وثأريا، في الوقت نفسه، فالتاريخ سيدون أن المغرب ضاعف سجله من حيث عدد الانتصارات على المنتخب الجزائري، بمجموع ثمانية عشر انتصارا من أصل خمس وثلاثين مباراة، كما أن مجموع الأهداف التي سجلتها العناصر الوطنية في شابك مرمى الجزائر، منذ أول مباراة بين الطرفين والتي تعود إلى ال31 من أكتوبر 1965 بالجزائر إلى خمسة وأربعين هدفا، أما بالنسبة للجانب الثأري، فمرده إلى التأكيد على أن المنتخب الوطني هو من كان يستحق الفوز في مباراة الذهاب بعنابة ولولا أرضية الملعب وحكم المباراة حينها، لكانت النتيجة مماثلة لما حصل في مراكش بتفوق مغربي. وغطى الفوز المغربي على مساوئ التنظيم هذه المباراة، من قبيل اختراق السوق السوداء عملية بيع التذاكر، والمكان المخصص للجمهور الجزائري، وتهميش قدماء المنتخب الوطني من قبل اللجنة المنظمة لهذه المباراة، ليجتمع الجميع على هذا الفوز المحقق الذي أسعد حوالي خمسة وثلاثين مليون مغربي، أطفالا وشبابا وكهولا، ومختلف الشرائح الاجتماعية. وهو ما بدا من خلال الليلة الاستثنائية التي عمت جل مدن المملكة، من طنجة إلى الكويرة، بل إن هناك من تحدث عن أن سكان وجدة أقاموا حفلا استثنائيا، بعدما تجمع المئات قرب النقطة الحدودية جوج البغال، للتعبير عن هذه الفرحة، التي لن يمحيها التاريخ وستبقى راسخة إلى الأبد. وفي سياق متصل، علمت «المساء» أن الجامعة الملكية المغربية لم تسطر أي منحة استثنائية نظير الفوز في هذه المباراة واحتفظت بالرقم المعتمد، إذ تسلم اللاعبون منحة مالية تصل إلى 35 ألف درهم. بل إن أعضاء جامعيين وإداريي الجامعة كيوسف بلاوي والمسؤول عن لجنة التسويق يونس بخاز أكدوا ل»المساء» أن المنحة هي الفرحة التي عمت جل أرجاء المملكة المغربية.