تطأ أقدام لاعبي مانشستر يونايتد وبرشلونة أرض ملعب ويمبلي اليوم السبت لخوض المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، وستنعش هذه المباراة ذكريات مثيرة ورائعة في نفوس اللاعبين الباقين من فريق مانشستر يونايتد الفائز باللقب عام 1968 بملعب ويمبلي أيضا. وبعد عشر سنوات من حادث سقوط طائرة مانشستر يونايتد فوق مدينة ميونيخ، الذي أودى بحياة 23 شخصا، منهم ثمانية من لاعبي الفريق، نجح «الشياطين الحمر» في إحراز لقب دوري الأبطال بالفوز على بنفيكا البرتغالي بأربعة أهداف لواحد بعد الوقت الإضافي في المباراة النهائية بملعب ويمبلي. وكتب ملعب ويمبلي اسمه بحروف من ذهب في تاريخ بطولة دوري الأبطال بعدما فاز ميلان الإيطالي على بنفيكا البرتغالي (2/1) في أولى مباراة نهائية للبطولة عام 1963. وكان نجم كرة القدم الإيطالي الشهير تشيزاري مالديني، والد النجم المعتزل البارز باولو مالديني، قائدا لفريق ميلان في ذلك الوقت، بينما ضم فريق بنفيكا وقتها الأسطورة البرتغالي إيزيبيو. وكان هذا النهائي هو الأول من بين أربع مباريات نهائية للبطولة، أقيمت بملعب ويمبلي «القديم»، بينما سيكون النهائي اليوم السبت هو الأول بملعب ويمبلي «الجديد». وظل إيزيبيو في صفوف بنفيكا بعد ذلك حتى مني بالهزيمة الثانية في النهائي على يد مانشستر يونايتد في عام 1968 على نفس الملعب من خلال الأهداف التي سجلها بوبي تشارلتون وجورج بيست وبرايان كيد في الوقت الإضافي للمباراة. ومن المقرر أن يكون تشارلتون وكيد في المدرجات خلال المباراة النهائية للبطولة اليوم السبت بملعب ويمبلي الجديد ليشاهدا اللقاء. ويأمل تشارلتون وكيد أن يتحقق أملهما في فوز مانشستر يونايتد باللقب الرابع له في دوري الأبطال. ورغم التغيير الذي يشهده ويمبلي عما كان خلال مسيرة تشارلتون كلاعب، حيث أعيد بناء الملعب في 2007، ما زال تشارلتون عاشقا لهذا المكان. وقال تشارلتون: «أعتقد أنه كان ملعبا ساحرا. سافرت في كل مكان بالعالم ولم ألعب في أي مكان، وأشعر بالراحة والسعادة مثلما كان شعوري بملعب ويمبلي». وأضاف :«اعتدت أن أرى ويمبلي المكان المناسب لإقامة المباريات الكبيرة، ولم أغير شعوري بهذا الشأن. اللاعبون يعشقون اللعب في ويمبلي. إنك تهرول على أرض الملعب والكرة تنطلق بانسيابية.. أتذكر دائما بطولة كأس العالم «1966 بإنجلترا» والعديد من المباريات النهائية وفوز برشلونة بلقب دوري الأبطال». وحقق برشلونة اللقب من قبل بملعب ويمبلي «القديم» أيضا في عام 1992 عندما قاد المدرب الهولندي القدير يوهان كرويف فريق برشلونة، الذي اشتهر وقتها ب»فريق الأحلام» إلى المباراة النهائية للبطولة في العاصمة البريطانية لندن وحقق الفوز على سامبدوريا الإيطالي، الذي تألق في صفوفه النجم الإيطالي جانلوكا فيالي، المدير الفني السابق لتشيلسي الإنجليزي ومواطنه روبرتو مانشيني المدير الفني الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي. وفاز فريق الأحلام على سامبدوريا في النهائي بهدف نظيف سجله النجم الهولندي السابق رونالد كومان من ضربة حرة لتتعادل كفة برشلونة ومانشستر يونايتد في ملعب ويمبلي «القديم» حيث أحرز كل منهما اللقب مرة واحدة في هذا الملعب في انتظار ما ستسفر عنه مباراة الفريقين في الملعب الجديد لويمبلي في أول نهائي للبطولة بهذا الملعب بعد إعادة تشييده. وضم برشلونة في صفوفه وقتها (عام 1992) اللاعب الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني الحالي لفريق برشلونة. وكان غوارديولا وقتها هو القلب النابض لخط وسط برشلونة ويأمل حاليا في الفوز بلقب البطولة كمدير فني لبرشلونة، ليكون اللقب الثاني له في البطولة في غضون ثلاث سنوات، بالإضافة إلى استعادة ذكريات الفوز باللقب بملعب ويمبلي بعدما ذاق طعم الانتصار على هذا الملعب في عام 1992 كلاعب. وأشار غوارديولا إلى عودته لخوض النهائي بملعب ويمبلي بعد الفوز على ريال مدريد في المربع الذهبي قائلا: «كرة القدم تعود لموطنها». وأضاف «أتذكر أننا تعرضنا لكثير من الضغوط في عام 1992 ، ولكننا حولنا الضغوط إلى آمال وحماس.. لم أكن خائفا ولكنني شعرت بالقلق. تحملنا جميعا الضغوط لإدراكنا أن الفريق لم يفز بمباراة نهائية من قبل». وفي عام 1971، قاد كرويف فريق أياكس الهولندي إلى التغلب على باناثينايكوس اليوناني هدفين لصفر في المباراة النهائية بملعب ويمبلي أيضا، بينما تغلب ليفربول الإنجليزي على بروج البلجيكي بهدف لصفر في نهائي البطولة عام 1978 في ويمبلي أيضا ليكون اللقب الثاني من بين خمسة ألقاب أحرزها ليفربول في البطولة حتى الآن.