دعا ناشطون مصريون وليبيون، من بينهم قيادات من قبائل أولاد علي المتمركزة على جانبي الحدود بين البلدين، أول أمس الثلاثاء، إلى طرد منسق العلاقات المصرية - الليبية السابق أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد معمر القذافي، من مصر وتجميد أرصدة ليبية بمليارات الدولارات. وبالرغم من تأكيد قذاف الدم استقالته من منصبه في وقت سابق بعد اندلاع ثورة 17 فبراير الماضي، فإن هشام العقاري المتحدث الرسمي باسم قبائل أولاد علي بالإسكندرية أشار إلى رفضهم إغراءاته بالذهاب إلى ليبيا لخوض الحرب إلى جانب قوات القذافي. وأحال رئيس محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدعوى المقامة من الجالية الليبية وقيادات من قبائل أولاد علي ضد قذاف الدم لطرده من مصر على محكمة القضاء الإداري بالقاهرة. من جانبهم، اتهم أفراد الجالية الليبية في الإسكندرية وبعض الحاصلين منهم على الجنسية المصرية قذاف الدم بتهديد الأمن القومي ومخالفة المادة 53 من الإعلان الدستوري الصادر في مصر، والتي تحظر القيام بأي نشاط عسكري أو شبه عسكري على الأراضي المصرية. وذكر في الدعوى أن قذاف الدم يقوم بمحاولات عديدة لتجنيد بعض المصريين للمشاركة في القتال إلى جانب قوات القذافي في ليبيا، بالإضافة إلى قيامه ببيع ممتلكات ليبية في مصر وتحويل أموالها للعقيد لاستخدامها في حربه ضد شعبه، مطالبة بتجميد أرصدة تقدر بمليارات الدولارات. يذكر أن هذه الدعوى تأتي بعد أقل من شهر على توجيه المجلس الانتقالي اتهامات إلى قذاف الدم بإرسال مقاتلين من مصر لمحاربة المعارضة في المشرق الليبي، ورد المجلس العسكري المصري على ذلك، مؤكدا عدم ممارسة قذاف الدم أي نشاط سياسي يضر بمصر . وسبق لقذاف الدم اتهامه بتهم مماثلة من قبل المعارضة، لكنه نفى ذلك الأسبوع الماضي. كما نفى في الوقت نفسه وضعه تحت الإقامة الجبرية في مكتبه بالقاهرة، مؤكدا على أنه لم يعد منسقا للعلاقات الليبية المصرية. وسبق لأحمد قذاف الدم أن أعلن استقالته من جميع مناصبه بالجماهيرية الليبية، في بيان من مكتبه أفاد فيه أنه «نظراً للطريقة التي تتم بها معالجة الأزمة الحالية في ليبيا، وما يقترف بحق أهلي وشعبي، أعلن أنا أحمد قذاف الدم عن استقالتي من كافة مناصبي بالدولة الليبية، داعياً الجميع إلى وقف حمام الدم من أجل ليبيا ووحدتها ومستقبلها، وستبقى ليبيا فوق الجميع». وكانت الأنباء قد تضاربت حول موقف أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي معمر القذافي وأقرب أعوانه، من الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا ومكان وجوده في الوقت الراهن.